لبنان الى اين
الإثنين مايو 26, 2008 11:14 am
سوريا تتحدث عن تبادل دبلوماسي محتمل مع لبنان
الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا
الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا
خطاب القسم للرئيس المنتخب العماد ميشال سليمان |
ميشال سليمان رمز للوحدة في لبنان المنقسم
استطاع الرئيس ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني الذي انتخبه البرلمان رئيسًا امس، الحفاظ على وحدة الجيش خلال ثلاث سنوات من الاضطرابات دفعت البلاد الى شفا حرب أهلية جديدة. وكرئيس جديد للبنان يتمثل التحدي الرئيسي أمامه في محاولة التوفيق بين السياسيين المتخاصمين الذين اتفقوا على توليه رئاسة بلد أصيب بالشلل بسبب صراعهم على السلطة.
وقال سليمان في كلمة بعد انتخابه "اخطر ما برز في السنوات الاخيرة خطاب سياسي يرتكز على لغة التخوين والاتهامات المتبادلة مما يمهد لحالة التباعد والفرقة خصوصًا بين الشباب لذا وجب الادارك والعمل على تحصين الوطن والعيش الواحد عبر التلاقي ضمن ثقافة الحوار وليس بجعله ساحة للصراعات."وأبقى سليمان الذي يتولى قيادة الجيش منذ عشر سنوات الجيش بعيدا عن الاشتباكات التي اندلعت هذا الشهر عندما أشعل الصراع السياسي أسوأ صراع مدني منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وبدلاً من التصدي للمسلحين انتشرت قواته فقط للحفاظ على السلام وقوبل تعامله مع الازمة الاخيرة بالثناء من قبل حزب الله بينما أثار استياء الائتلاف الحاكم بسبب ما ينظر إليه على انه عدم تصدي الجيش لهجوم الحزب. وعلى الرغم من انتقادها للجيش لم تسحب فصائل الائتلاف الحاكم دعمها لسليمان كمرشح توافقي لمنصب الرئيس الذي كانوا يأملون أن يشغله أحد زعمائهم.
ويتولى سليمان (59 عامًا) منصبًا شغر في نوفمبر تشرين الثاني عندما انتهت ولاية الرئيس السابق اميل لحود حليف دمشق الذي كان ينظر إليه خصومه على أنه دمية في يد سوريا. وعين سليمان قائدًا للجيش في عام 1998 عندما كانت سوريا تهيمن على لبنان. ونسق عن قرب مع القوات السورية قبل انسحابها من لبنان في عام 2005 تحت ضغوط لبنانية ودولية اثارها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وكرئيس للبنان سيتعين عليه مواجهة عدد من القضايا المثيرة للانقسام من بينها قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يدعو الى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان وهو مطلب يؤيده خصوم حزب الله في لبنان.
واذا كانت التوترات الطائفية في لبنان قد اختبرت وحدة الجيش فإن موارده تحملت أعباء أيضًا بانتشار 15 ألف جندي في الجنوب بعد حرب عام 2006 وبسبب المعارك الطويلة مع متشددين اسلاميين في الشمال في عام 2007. وأشرف سليمان وهو ماروني من قرية عمشيت على انتشار القوات في الجنوب بموجب قرار الامم المتحدة الذي أنهى الحرب بين اسرائيل وحزب الله. ويتولى الرئاسة في لبنان ماروني بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي.
وعلت صورة سليمان كشخصية وطنية خلال المعارك التي استمرت 15 أسبوعًا بين الجيش واسلاميين متشددين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان قبل نحو عام. والتف اللبنانيون حول الجيش خلال حملته ضد المتشددين التي قتل خلالها أكثر من 420 شخصًا بينهم 169 جنديًا قبل أن يتمكن الجيش من القضاء على التمرد. ويجيد سليمان اللغتين الانجليزية والفرنسية وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. وتخرج سليمان من الاكاديمية العسكرية في عام 1970 ويحمل اجازة في العلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية.
وتلقى الرئيس سليمان ليلاً اتصالاً هاتفيًا من الرئيس السوري بشار الاسد هنأه فيه بانتخابه "منوهًا بما أعلنه في خطاب القسم" ومعربًا عن "استعداد سوريا لمساعدة لبنان. كما تلقى اتصالات مماثلة من عدد من الزعماء ورؤساء الدول، منها اتصال من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وآخر من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وهذا وسيكون وزير خارجية ايران منوشهر متكي أول زائر رسمي للقصر الجمهوري في عهد ميشال سليمان.
من جهته، أكد مصدر سوري مسؤول لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" أن بلاده حريصة على أفضل العلاقات مع لبنان وفي مختلف المجالات، من دون أن يستبعد قيام سوريا بتبادل دبلوماسي مع لبنان، مشددًا على ضرورة "تجاوز كل الخلافات وتقديم مصلحة البلدين على أي خلاف". وأشار إلى "أن سوريا على تنسيق دائم مع الجامعة العربية ودولة قطر من أجل انجاز المصالحة اللبنانية على أكمل وجه". وعلى صعيد متصل ذكرت وكالة الانباء السورية ان وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس اشاد خلال لقاء الاحد مع نظيره السوري وليد المعلم في مطار دمشق، "بدور سوريا التي ساعدت على تحقيق الوفاق اللبناني". واضافت ان الوزيرين تطرقا الى "التطورات الايجابية الحاصلة في لبنان على اثر انتخاب العماد سليمان وعملية السلام في المنطقة"، مشيرة الى ان موراتينوس أعرب خلال اللقاء عن "دعمه استئناف مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية".
هذا وغادر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى غادر صباح اليوم بيروت متوجها الى دمشق لاطلاعها بصفتها رئيسة القمة العربية على المشاورات التي انتجت اتفاق الدوحة بين الاطراف اللبنانية وسبل متابعة تنفيذه واوضح المصدر ان موسى سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم الذي حضر جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان وجه دعوة إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ليزور لبنان. وأعلن الرئيس ميشال سليمان عن دعوته خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في بيروت.
بدوره شدد رئيس وزراء قطرالشيخ حمد بن جاسم على أن "المعجزة حصلت في الدوحة لانه كان هناك اجماع عربي في البداية على تفويض اللجنة وإعطائها كل الدعم"، مشيراً الى "أننا حاولنا قدر الإمكان الا نستمع الى التشويش الخارجي والا تكون هناك إقتراحات كثيرة من الخارج لأننا كنا نعرف أرض الواقع وكنا نعرف ما هي المشكلة".
ولفت بن جاسم، في حديث الى قناة "الجزيرة"، الى أن "البعض كان يعتقد ان قطر ميالة مع طرف ضد طرف، وأنا لمست ذلك من الجامعة العربية ومن بيروت ايضا، ولكن سياسة سمو الأمير كانت تؤكد إننا وسطاء وسنكون وسطاء نزهاء في هذه العملية، وأعتقد ان هذا ثبت للجميع، وقطر بذلت جهودا مع الطرفين للوصول الى حل مشرف للطرفين ولا يكون فيه أحد خاسراً".
ورأى أن سليمان "يستطيع ان يقوم بعمل مفيد لأن هناك إتفاقاً عربياً ودولياً ولبنانياً حوله ولكن عليه عبئاً وعليه عملاً كبيراً جدا، ويحتاج ان يخلق التوازنات وأن يُعيد المياه الى مجاريها بين اللبنانيين".
وأشار الى أن "التصعيد الذي حصل في لبنان كانت مبرراته ضعيفة، فلو ذهبنا للعقل نجد أن مبرراته ضعيفة، وهذا التوتر كان يجب ان يُزال، لأن هناك توتراً في فلسطين وفي الصومال وفي السودان، وهناك قضية الملف النووي الإيراني، أي هناك قضايا كثيرة محيطة بالعالم العربي"، وقال: "الاتحاد الأفريقي هو أفضل منا في حل القضايا، فنراه يرسل قوات ويحاول جمع الأطراف وإقامة المؤتمرات للحل، فلماذا العرب الذين يملكون جامعة عريقة منذ سنوات لا يستطيعون أن يجمعوا العرب أو يجمعوا الأطراف أو يتدخلوا لنصرة المظلوم حتى لو عسكريا، وهذا باعتقادي موضوع يجب ان يدرس بعناية إذا أردنا ان يكون هناك صحوة للعالم العربي".
وعن وجود امكانية لقيام قطر بدور لإصلاح الوضع بين دمشق والرياض، أجاب: "أولا، إذا طُلب منا أي شيء، نحن نقوم بما نستطيع ولكن أنا متأكد إن جلالة الملك عبدالله والرئيس بشار الاسد حريصان على إيجاد حل، وبحكمتهما قد يصلان الى تفاهم لأن تاريخيا السعودية وسوريا كانتا متفقتين في قضايا كثيرة وكان هناك إنسجام في السياسة، وباعتقادي ان هذه مرحلة عابرة وسنجد بعدها ان العلاقات قد تحسنت بينهما".
وعما اذا كان يخشى نزاع أميركي - إيراني في المرحلة المقبلة، أجاب: "هذا وارد طبعًا، نحن كدولة قطر موقفنا معروف في هذا الموضوع، وأبلغناه الى كل الأطراف المعنية بأننا لن نقبل أن نكون طرفًا في أي نزاع عسكري مع إيران". وقال: "إيران جارة مهمة لنا، ونحن مؤمنون بأن مصير الخليج ان يكون هناك إتفاق واضح بين دول مجلس التعاون وإيران على التعاون وعلى التحاور بسلام".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى