سيد المرسلين والرحمة للخلق
الخميس يناير 29, 2009 11:25 am
[size=18][بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
لماذا محمد هو سيد ولد آدم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع )) [ صحيح مسلم ] .
وقيل أن السيد : هو الذي يفوق قومه في الخير، وقيل : هو الذي يُفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم .
وهو صلى الله عليه وسلم أفضل البشر على الإطلاق ، وهو أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم ، قال صلى الله عليه وسلم: (( مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )) مسلم
قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم و لا فخر، آدم فمن دونه من الأنبياء تحت لوائي( انظر تخريج الحديث في الأسفل(1)
فهو سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، ففي يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد ولا يبقى منازع ولا معاند له ، بخلاف الدنيا فقد نازعه في سيادته ملوك الكفار وزعماء المشركين ، وقوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم لم يقله فخراً ، بل إنه صرح بنفي الفخر فقال عليه الصلاة والسلام : (( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )) [ الترمذي ]
وقوله أنا سيد ولد آدم ، كما قلنا لم يقلها مفاخرة بها وإنما قال ذلك لسببين:
الأول : امتثالاً لأمر ربه سبحانه عندما قال جل من قائل عزيز سبحانه : [ وأما بنعمة ربك فحدث ] ( الضحى11 ) .
الثاني : أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه لأمته ليعرفوه ويوقروه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضى ذلك الاعتقاد ويوقروه بما تقتضيه مرتبته .
فهو الذي يطلب من ربه ويسأله سبحانه يوم القيامة للفصل بين العباد وهو أول من يُشفع يوم القيامة ، فلهذا فهو أفضل الخلائق على الإطلاق ، صلوات ربي وسلامه عليه .
سيد المرسلين والرحمة بالبشرية:
يقول الله عز وجل : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) ( التوبة: 128 ).
وقال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( الأنبياء 107)
قال صلى الله عليه وسلم : (( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا )) وأشار بالسبابة والوسطى [ البخاري وأبو داود والترمذي ]
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله )) [ البخاري ومالك ] ،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : (( امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين )) [ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح].
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالفقراء قال فيهم : (( بئس الطعام طعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء )) [ في الصحيحين ] ، وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى البنات والنساء والضعفاء وما ذاك إلا من رحمته وشفقته على أمته .
فعن أنس رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين )) [ رواه مسلم ] وجاريتين أي بنتين
وقال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أحرَّج حق الضعيفين اليتيم والمرأة )) [ رواه النسائي بإسناد جيد ] ومعنى أحرج أي أنه يُلحق الإثم بمن ضيع حق اليتيم والمرأة
وقال صلى الله عليه وسلم : ( هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم )) [ رواه البخاري مرسلا وأورده بمعناه النسائي في صحيح سنن النسائي 2/669 برقم ( 2978) ]
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله )) [ متفق عليه ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( من لا يَرحم لا يُرحم )) [ متفق عليه].
سيد المرسلين ووحاجة الناس إليه:
أرسل الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم سبحانه وتعالى .
فحاجة الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيوفي الأخرة وهي أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس ، لأنه مبشرهم بالجنان ومنذرهم من النيران ، وأما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرسل إلى الله ليفصل بين الخلائق ، فكلهم يتأخر عن الشفاعة ، فيشفع صلى الله عليه وسلم للبشرية حمعاء في بدء الحساب ، وهو الذي يستفتح باب الجنة للداخين اليها.
المصدر: موقع سيد المرسلين www.sayedalmorsalin.com
ـــــــــــ
(1) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (13/480-481/7493) ، وابن حبان في «صحيحه» (14/398/6478) ، والضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (9/455/428)، واابن أبي عاصم في «السنة» (2/369-370/793 ) والطبراني في «المعجم الكبير» (166/399- قطعة من مجلد 13) ، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (4/789/ 1456) وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/254): «رواه أبو يعلى والطبراني/size][b]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
لماذا محمد هو سيد ولد آدم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع )) [ صحيح مسلم ] .
وقيل أن السيد : هو الذي يفوق قومه في الخير، وقيل : هو الذي يُفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم .
وهو صلى الله عليه وسلم أفضل البشر على الإطلاق ، وهو أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم ، قال صلى الله عليه وسلم: (( مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )) مسلم
قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم و لا فخر، آدم فمن دونه من الأنبياء تحت لوائي( انظر تخريج الحديث في الأسفل(1)
فهو سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، ففي يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد ولا يبقى منازع ولا معاند له ، بخلاف الدنيا فقد نازعه في سيادته ملوك الكفار وزعماء المشركين ، وقوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم لم يقله فخراً ، بل إنه صرح بنفي الفخر فقال عليه الصلاة والسلام : (( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )) [ الترمذي ]
وقوله أنا سيد ولد آدم ، كما قلنا لم يقلها مفاخرة بها وإنما قال ذلك لسببين:
الأول : امتثالاً لأمر ربه سبحانه عندما قال جل من قائل عزيز سبحانه : [ وأما بنعمة ربك فحدث ] ( الضحى11 ) .
الثاني : أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه لأمته ليعرفوه ويوقروه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضى ذلك الاعتقاد ويوقروه بما تقتضيه مرتبته .
فهو الذي يطلب من ربه ويسأله سبحانه يوم القيامة للفصل بين العباد وهو أول من يُشفع يوم القيامة ، فلهذا فهو أفضل الخلائق على الإطلاق ، صلوات ربي وسلامه عليه .
سيد المرسلين والرحمة بالبشرية:
يقول الله عز وجل : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) ( التوبة: 128 ).
وقال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( الأنبياء 107)
قال صلى الله عليه وسلم : (( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا )) وأشار بالسبابة والوسطى [ البخاري وأبو داود والترمذي ]
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله )) [ البخاري ومالك ] ،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : (( امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين )) [ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح].
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالفقراء قال فيهم : (( بئس الطعام طعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء )) [ في الصحيحين ] ، وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى البنات والنساء والضعفاء وما ذاك إلا من رحمته وشفقته على أمته .
فعن أنس رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين )) [ رواه مسلم ] وجاريتين أي بنتين
وقال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أحرَّج حق الضعيفين اليتيم والمرأة )) [ رواه النسائي بإسناد جيد ] ومعنى أحرج أي أنه يُلحق الإثم بمن ضيع حق اليتيم والمرأة
وقال صلى الله عليه وسلم : ( هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم )) [ رواه البخاري مرسلا وأورده بمعناه النسائي في صحيح سنن النسائي 2/669 برقم ( 2978) ]
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله )) [ متفق عليه ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( من لا يَرحم لا يُرحم )) [ متفق عليه].
سيد المرسلين ووحاجة الناس إليه:
أرسل الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم سبحانه وتعالى .
فحاجة الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيوفي الأخرة وهي أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس ، لأنه مبشرهم بالجنان ومنذرهم من النيران ، وأما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرسل إلى الله ليفصل بين الخلائق ، فكلهم يتأخر عن الشفاعة ، فيشفع صلى الله عليه وسلم للبشرية حمعاء في بدء الحساب ، وهو الذي يستفتح باب الجنة للداخين اليها.
المصدر: موقع سيد المرسلين www.sayedalmorsalin.com
ـــــــــــ
(1) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (13/480-481/7493) ، وابن حبان في «صحيحه» (14/398/6478) ، والضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (9/455/428)، واابن أبي عاصم في «السنة» (2/369-370/793 ) والطبراني في «المعجم الكبير» (166/399- قطعة من مجلد 13) ، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (4/789/ 1456) وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/254): «رواه أبو يعلى والطبراني/size][b]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى