حركة 6 اكتوبر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الناطق الرسمى
الناطق الرسمى

مدير عام مدير عام
ذكر
عدد الرسائل : 1350
العمر : 44
نقاط : 2203
تاريخ التسجيل : 25/05/2008
https://ram-cccis.mam9.com

التعريف الاصطلاحي لآل البيت Empty التعريف الاصطلاحي لآل البيت

الإثنين يناير 26, 2009 9:28 am
الكاتب: د. سليمان السحيمي

اختلف العلماء في تحديد آل النبي صلي الله عليه وسلم علي أربعة أقوال :
القول الأول : أن آل النبي صلي الله عليه سلم : هم الذين حرمت عليهم الصدقة .
وقد نص على ذلك أبو حنيفة (27) والشافعي (28) وأحمد(29) وبعض المالكية (30) .
القول الثاني : أن آل النبي صلي الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة حكاه ابن عبدا لبر(31) في التمهيد (32) ، وبه قال ابن العربي (33)(34) ، وعند الإمام أحمد روايتان ، والصحيح دخول زوجاته في أهل بيته (35) ، واختارها شيخ الإسلام ابن تيمية (36) .
القول الثالث : أن آله صلي الله عليه وسلم أتباعه إلى يوم القيامة روى ذلك البيهقي (37) عن جابر بن عبد الله (38) كما روي عن سفيان الثوري (39) (40) .
وبه قال الشافعية وأختاره الأزهرى (41) (42) ، ونص عليه السفارينى (43) في لوامع الأنوار(44) ، ورجحه النووي كما في شرح صحيح مسلم (45) ، والمرداوي (46) في الأنصاف وقال : هو علي الصحيح من المذهب وأختاره القاضي (47) وغيره من الأصحاب (48) .
القول الرابع : أن آله صلي الله عليه وسلم هم الأتقياء من أمته حكاه القاضي حسين (49) والراغب (50) وغيرهم (51) .
أدلة القول الأول :
1- ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يؤتى بالنخل عند صرامه فيجيء هذا بتمره وهذا بتمره حتى يصير عنده كوم من تمر فجعل الحسن والحسين يلعبان بذلك التمر ، فأخذ أحدهما تمرة فجعلها في فيه ، فنظر إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخرجها من فيه فقال : أعلمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة )) (52).
وفي روايه عند مسلم من حديث شعبه عن محمد بن زياد أنه سمع أبا هريرة يقول : أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: كخ كخ إرم بها أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة )) (53) .
2- ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : (( قام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً خطيباً فينا بماء يدعى خماًَ (54) بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي عز وجل و إنى تارك فيكم ثقلين أو لهما كتاب الله عز وجل فيه هدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث علي كتاب الله ورغب فيه وقال : ذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكر الله في أهل بيتي . فقال حصين: (55) ومن أهل بيته يـا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم (56) .
3- ما في الصحيحين من حديث الزهري عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها : (( أن فاطمة رضي الله عنها أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلي الله عليه وسلم . فقال : أبو بكر رضي الله عنه : إن رسول الله صلي عليه وسلم قال : ((لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال . بعني مال الله . ليس لهم أن يزيدوا علي المأكل )) (57) .
4- ما رواه مسلم من حديث ابن شهاب ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي (( أن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما قالا لعبد المطلب بن ربيعة والفضل بن العباس رضي الله عنهما ائتيا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقولا له استعملنا يا رسول الله علي الصدقات – فذكر الحديث – وفيه فقال لنا : (( إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس وأنها لا تحل لمحمد ولآل محمد )) (58) . قال الحليمي : (59) ومعلوم إن صدقات المسلمين موضوعة منهم غير مخرجة إلي غير أهل دينهم فبان أنه أراد بالآل قربته خاصة (60) .
5- ما رواه مسلم أيضاً من حديث عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها (( أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد – فذكر الحديث – وقال فيه فأخذ النبي صلي الله عليه وسلم الكبش ، فأضجعه ، ثم ذبحه ثم قال : بسم الله اللهم تقبل من محمد ومن آل محمد ومن أمة محمد ، ثم ضحى وحقيقة العطف المغايرة وأمته صلي الله عليه وسلم أعم من آله (61) . وقال أصحاب هذا القول : أن تفسير الآل بكلام النبي صلي الله عليه وسلم أولى من تفسيره بكلام غيره (62).
أدلة القول الثاني : وهو أن آله صلي الله عليه وسلم ذريته وأزواجه :
1- ما جاء في الصحيحين من حديث حميد الساعدي : أنهم قالوا لرسول الله صلي الله عليه وسلم كيف نصلي عليك ؟ فقال : (( قولوا الهم صل علي محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت علي إبراهيم ، وبارك علي محمد وأزواجه وذريته ، كما باركت إبراهيم إنك حميد مجيد )) (63) .
فقالوا : إن هذا الحديث يفسر حديث (( الهم صل علي محمد وعلي آل محمد )) (64) ويبن أن آل محمد هم أزواجه وذريته (65).
2- ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً )) (66) .
(( ومعلوم أن هذه الدعوة المستجابة لم تنل كل بني هاشم ولا بني المطلب ،لأنه كان فيهم الأغنياء وأصحاب الجدة والى الآن ، وأما أزواجه وذريته صلي الله عليه وسلم فكان رزقهم قوتاً ، وما كان يحصل لأزواجه بعد من الأموال كن يتصدقن به ويجعلن رزقهن قوتاً )) (67) .
3- ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت ((شبع آل محمد صلي الله عليه وسلم من خبز ومأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله عز وجل )) (68).
ومعلوم أن العباس وأولاده وبني المطلب لم يدخلوا في لفظ عائشة ولا مرادها (69).
4- ومما يدل علي أن آل صلي الله عليه وسلم زوجاته وذريته قوله تعالي : { إنما يرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } لأن ما قبل الآية وبعدها في الزوجات فأشعر ذلك بارادتهم وأشعر تذكير المخاطبين بها بارادة غيرهن (70) . فدخلن في أهل البيت ، فلا يجوز أخراجهن من شيء منه (71) قال البيهقي : وإنما قال عنكم بلفظ الذكور لأنه أراد دخول غيرهن معهن في ذلك ثم أضاف البيوت اليهن فقال : (( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة )) (71) .
وقال الزمخشري : (72) أهل البيت نصب علي النداء أو علي المدح وفي هذا دليل بين نساء النبي صلي الله عليه وسلم من أهل بيته (73) .
وقال ابن كثير (74) عند تفسير هذه الآية أنها نص في دخول أزواج النبي صلي الله عليه وسلم في أهل البيت هنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وسبب النزول داخل فيه قولاً واحد إما وحده علي قول أو مع غيره علي الصحيح ... إلى أن قال (( ثم الذي لا يشك من تدبر القرآن أن نساء النبي صلي الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالي : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } فإن سياق الكلام معهن (74) .
قلت وقد يشكل علي البعض الجمع بين رواية زيد بن أرقم المتقدمة ، مع الرواية الأخر والذي جاء فيها (( ألا واني تارك فيكم ثقلين أحد هما كتاب الله عز وجل هو حبل من أتبعه كان علي الهدى ومن تركه كان على الضلالة ، وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وأيم الله إن المراة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده )) (75) فيفهم من هاتين الروايتين التناقض في تحديد آل البيت وليس كذلك حيث يقول ابن كثير : (( هكذا وقع في هذه الرواية والأولى أولى والأخذ بها أحرى . وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث .. إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة ، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله وهذا الاحتمال أرجح جمعاً بينها وبين الرواية التي قبلها )) (75).
وقال النوي مبيناً وجه الجمع بين الروايتين (( فهاتان الروايتان ظاهر هما التناقض والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال : نساؤه لسن من أهل بيته ، فتتأول الرواية الأولى علي المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنونه ويعولهم وأمر باحترامهم وإكرامهم وسماهم ثقلاً ووعظ في حقوقهم وذكَّر. فنساؤه داخلات في هذا كله ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة وقد أشار إلي هذا في الرواية الأولى بقوله : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة فاتفقت الروايتان )) (76) .
فالمعنى يشمل الجميع ولا يقتصر علي أحد ، ولذلك عندما جاء السؤال (( من أهل بيته ؟ نساؤه )) كان الجواب ((لا وأيم الله)) ، وعندما جاء السؤال بمن التبعضية (( ليس نساؤه من أهل بيته )) كان الجواب مؤكداً أنهن من أهل بيته(( إن نساءه من أهل بيته )) (77) .
وبذلك يزول الإشكال والحمد الله
واستدل أصحاب القول الثالث : القائلين أن آل النبي صلي الله عليه وسلم أمته وأتباعه إلي يوم القيامة .
1- قوله تعالى : { أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } (78) والمراد جميع أتباعه (79) . ومن قوله تعالي : { إلا آل لوط نجيناهم بسحر } (80) فالمراد به أتباعه المؤمنون به من أقاربه وغيرهم .
وذلك إن آل المعظم أتباعه علي دينه وأمره قريبهم وبعيدهم (81) وأن اشتقاق هذه اللفظة تدل عليه فإن من آل يؤول إذا رجع ، ومرجع الاتباع إلي متبوعهم لأنه إمامهم وموئلهم كما نص علي ذلك أهل اللغة (82) .
2- بما جاء في حديث أن واثلة بن الأسقع روى أن النبي صلي الله عليه وسلم دعا حسناً وحسيناً ، فأجلس كل واحد منهما علي فخذه ، وأدنى فاطمة رضي الله عنها من حجره وزجها ، ثم لف عليهم ثوبه ، ثم قال : (( اللهم هؤلاء أهلي )) ، قال وثلة : فقلت يا رسول الله ، وأنا من أهلك ؟ فقال : وأنت من أهلي )) (82) .
قال البيهقي : هذا إسناد صحيح (83). ومعلوم أن واثلة من بني ليث بن بكر بن عبد مناة (84) ، فهو من أتباع النبي صلي الله عليه وسلم .
وفي ذلك يقول نشوان الحمييري (85) :
آل النبي هم أتباع ملته من الأعاجم والسواد والعرب
لو لم يكن اله إلا قرابته صلي المصلي علي الطاغي أبي لهب
ويدل علي ذلك أيضاً قول عبد المطلب (86) .
وأنصر علي الصليب وعابديه اليوم آلك
والمراد بآل الصليب أتباعه (87).
واستدل أصحاب القول الرابع : القائلين بأن آله صلي الله عليه وسلم الأتقياء من أمته .
1- بما رواه الطبراني (88) من حديث نوح بن مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال : سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم ، من آل محمد؟ فقال : كل تقي ، وتلا النبي صلي الله عليه وسلم { إن أولياؤه إلا المتقون } (89) .
قال الطبراني : لم يروه عن يحيى إلا نوح تفرد به نعيم (90) .
2- واستدلوا أيضاً بحديث وثلة بن الأسقع المتقدم وقالوا : وتخصيص وثلة أقرب من تعميم الأمة به ، وكأنه جعل وثلة في حكم الأهل تشبيهاً بمن يستحق هذا الاسم (91).
3- قال البيهقي : ويحتج لهم بقوله تعالي لنوح صلي الله عليه وسلم { احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك } ( 92) و { فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين 45 قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } ( 93) فأخرجه بالشرك عن أن يكون من أهل نوح ( 94) .؟
فعلم أن آل الرسول صلي الله عليه وسلم أتباعه (95) .
فهذه أقوال أهل العلم في تحديد آل البيت من المراد بهم والراجح والله أعلم أن آله صلي الله عليه وسلم قرابته الذين حرمت عليهم الصدقة (96) . وزوجاته وذريته رضي الله عنهم أجمعين .
(( وذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم قد رفع الشبهة بقوله : (( إن الصدقة لا تحل لآل محمد )) وقوله : (( إنما يأكل آل محمد من هذا المال )) وقوله : (( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً )) وهذا لا يجوز أن يراد به عموم الأمة قطعاً ، فأول ما حمل عليه الآل في الصلاة ، الآل المذكورون في سائر ألفاظه ولا يجوز العدول عن ذلك .
أما تنصيصه علي الأزواج والذرية فلا يدل علي اختصاص الآل بهم بل هو حجة علي عدم الاختصاص بهم ، وذلك لما روى أبو دواد (97) والبيهقي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل علي محمد النبي وأزوجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل البيت كما صليت علي إبراهيم إنك حميد مجيد )) (98) .
فجمع بين الأزواج والذرية والأهل ، وإنما نص عليهم بتعييهم ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل ، وأنهم ليسوا بخارجين منه ، بل هم أحق من دخل فيه ، وهذا كنظائره من عطف الخاص علي العام ، وعكسه تنبيها علي شرفه وتخصيصه له بالذكر من النوع لأنه من أفراد النوع بالدخول فيه )) (99) .
قال البيهقي بعد إيراده للحديث (( فكأنه صلي الله عليه وسلم أفرد أزواجه وذريته بالذكر علي وجه التأكيد ثم رجع إلي التعميم ليدخل فيها غير الأزواج والذرية من أهل بيته صلي الله عليه وسلم وعليهم أجمعين )) (100) وقال الحليمي : وأما اسم أهل البيت فإنه للقرابة والأزواج معاً (101) .
وقال ابن حجر في هذا الحديث : فيحمل على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ غيره ، فالمراد بالآل الأزواج ، عليهم الصدقة ويدخل فيهم الذرية ، وبذلك يجمع بين الأحاديث (102) .
2- أن النبي صلي الله عليه وسلم شرع في التشهد السلام والصلاة ، فشرع في السلام تسليم المصلي علي الرسول صلي الله عليه وسلم أولاً وعلي نفسه ثانياً ، وعلى سائر عباد الله الصالحين ثالثاً ، وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : (( فإذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في الأرض والسماء )) (103) .
أما الصلاة فلم يشرعها إلا عليه وعلي آل فقط ، فدل على أن آل هم أهله وأقاربه (104) .
3- أنه قد جاء ما يمنع حمل الآل على جميع الأمة وذلك فيما رواه الإمام أمحمد في مسنده من حديث أبي سعيد لخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين أحد هما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض (105) وفي رواية عند الترمذي ( 106) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي )) (107) .
(( فإنه لو كان الآل جميع الأمة لكان المأمور بالتمسك به والأمر المتمسك به شيئاً واحد اً وهذا باطل )) (108) .
أما القول : بأن آله الأتقياء من أمته فلا يصح أيضاً وما استدلوا به لاتقوم به الحجة فالحديث الذي رواه الطبراني والذي جاء فيه : (( من آل محمد ؟ فقال كل تقي ... )) رواه البيهقي من حديث نافع أبو هرمز عن أنس فذكره ، وقال هذا ضعيف لا يحل الاحتجاج به لأن أبا هرمز كذبه يحيى بن معين ( 109) وضعفه أحمد وغيره من الحفاظ (110) .
وقال ابن تيمية عنه : وهذا الحديث موضوع لا أصل له (111) .
وقال ابن القيم : ونوح هذا ونافع أبو هرمز لا يحتج بهما أحد من أهل العلم وقد رميا بالكذب (112) . وقال الحافظ ابن حجر سنده واه جداً (113) .
وقال ابن حجر الهيتمى (114) ضعيف بالمرة (115) .
أما استدلالهم بقصة نوح مع ابنه فقد أجاب ذلك الشافعي رحمه الله بقوله : (( إن المراد ليس من أهلك الذي أمرناك بحملهم لانه تعالي قال : (( وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم )) فأعلمه أنه أمره لا يحمل من أهله من يسبق عليه القول من أهل معصيته بقوله (( إنه عمل غير صالح )) (116) .
وقال ابن القيم : (( ويدل على صحة هذا أن سياق الآية يدل على إن المؤمنين قسم غير أهله الذين هم أصله ، لأنه قال سبحانه (( احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن )) فمن آمن معطوف على المفعول بالحمل وهم الأهل والاثنان من كل زوجين (117) .
فالأتقياء من أمته هم أولياؤه وليسوا آله ، فقد يكون الرجل من آله وأولياؤه كأهل بيته والمؤمنون به من أقاربه .
وقد بكون من أوليائه وان لم يكن من آله كخلفائه في أمته الداعين إلي سنته الذابين عنه الناصرين لدينه وان لم يكن من أقاربه ( 118) .
وقد ثبت في حديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : (( إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ، وإنما ولي الله وصالح المؤمنين )) (119) .
وجاء فيما رواه الأمام أحمد بسنده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم : (( إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا )) (120) .
(( فأولياؤه المتقون بينه وبينهم قرابة الدين والإيمان والتقوى ، وهذه القرابة أعظم من القرابة الطبيعية القرب بين القلوب والأرواح أعظم من القرب بين الأبدان فأولياؤه أعظم درجة من آله ، وإن صلى على آله تبعاً له ، لم يقتض ذلك أن يكونوا أفضل من أوليائه الذين لم يصل عليهم ، فالمفضول قد يختص بأمر ولا يلزم أن يكون أفضل من الفاضل )) (121).
ولا ريب انه قد يطلق على الأتباع لفظ الآل في بعض المواضع ولكن بقرينه من ذلك أنه حيث وقع لفظ الآل يراد به الأتباع ، لورود النصوص التي بينت المراد من آله صلي الله عليه وسلم كما تقدم وذلك لما يترتب علي تحديد ذلك من حقوق وواجبات ينفرد بها أهل البيت على من سواهم . 27) انظر المفردات في غريب القرآن (29) .
28) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ( 2/ 274) وعمدة القاري للعيني (7/ 339) .
29) القول البيع في الصلاة علي الحبيب للسخاوي (81) والمجموع للنووي (3/466) وفتح الباري (11/ 160) .
30) مجموع الفتاوى لابن تيمية (22/ 460) وجلاء الأفهام لابن القيم (109).
31) المنتقى شرح موطأ الإمام مالك للباجي (2/153) وقد أختاره ابن القاسم وأشهب وأصبغ من المالكية .
32) هو: يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي أبو عمر المعروف بابن عبد البر ، أحد الأعلام ، وصاحب التصانيف ، ليس لأهل المغرب أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة ولتبخر في الفقه والعربية والأخبار ، كانت وفاته سنة 463 هـ . انظر العبر للذهبي (2/ 316) .
33) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (17/302 ـ 303) .
34) أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن العربي الأندلس الحافظ المشهور خاتم علماء الأندلس وآخر حفاظها كان مقبلاً علي نشر العلم وبثه ولد سنة 468 وتوفى بالعدوة ودفن بفاس ستة 543 هـ . انظر وفيات الأعيان (4/296 ـ 297) .
35) أحكام القرآن (3/623) .
36) الإنصاف للمرداوي (2/79) .
37) الأختيارات (55) ومجموع الفتاوى (22/461) .
38) هوالامام : أبو بكر أحمد بن الحسين بن على الخسروجردي الشافعي . الحافظ صاحب التصانيف ، كان واحد زمانه وفرد أقرانه حفظاً واتقاناً وثقة وعمدة ، شيخ خراسان كانت وفاته سنة 358 هـ .انظر العبر (2/308) وشذرات الذهب (3/ 304) .
39) هو الصحابي الجليل : جابر بن عبدا لله بن عمرو بن حرام الأنصاري ، صحابي بن صحابي غزا تسع عشرة غزوة ومات بالمدينة بعد السبعين وهو ابن أربع وتسعين . انظر التقريب (136) .
40) هو : سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبدا لله الكوفي ، ثقة حافظ، عابد ، إمام حجة مات سنة 161 هـ . انظر التقريب (244) .
41) انظر السنن الكبرى للبيهقي (2/151 ـ152) وانظر جلاء الأفهام (110) .
ساهر
ساهر
عربى فى الطريق التميز
ذكر
عدد الرسائل : 80
العمر : 34
نقاط : 118
تاريخ التسجيل : 08/04/2009

التعريف الاصطلاحي لآل البيت Empty رد: التعريف الاصطلاحي لآل البيت

الخميس أبريل 09, 2009 6:44 am
مشكورررررررررر وجزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى