محمد -صلى الله عليه وسلم -كأنك ترآه..(4)
الإثنين يناير 26, 2009 8:10 am
** محمد صلى الله عليه وسلم صادقاً..
فهو أصدق من تكلم..كلامه حق وصدق وعدل..لم يعرف الكذب في حياته جاداً أو مازحا..
بل حرَّم الكذب وذم أهله ونهى عنه..وقال: ((إن الصدق يهدي إلى البر..وإن البر يهدي إلى الجنة..ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا...)الحديث..
وأخبر أن المؤمن قد يبخل وقد يجبن..لكنه لا يكذب أبدا..وحذر من الكذب في المزاح لإضحاك القوم..
فعاش عليه الصلاة والسلام والصدق حبيبه وصاحبه..ويكفيه صدقاً أنه أخبر عن الله بعلم الغيب..
وائتمنه الله على الرسالة..فأداها للأمة كاملة تامة..
لم ينقص حرفاً ولم يزد حرف..وبلغ الأمانة عن ربه بأتم البلاغ..
فكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق..فهو صادق في سلمه وحربه..ورضاه وغضبه..
وجده وهزله..وبيانه وحكمه..
صادق مع القريب والبعيد..والصديق والعدو..والرجل والمرأة..
صادق في نفسه ومع الناس..في حضره وسفره..وحله وإقامته..ومحاربته ومصالحته..
وبيعه وشرائه..وعقوده وعهوده ومواثيقه..وخطبه ورسائله..وفتاويه وقصصه..
وقوله ونقله..وروايته ودرايته..بل معصوم من الله أن يكذب..
فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين..قد أقام لسانه وسدد لفظه..
وأصلح نطقه وقوم حديثه..فهو الصادق المصدوق..الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه..
ولا كلمة واحدة خلاف الحق..ولم يخالف ظاهره باطنه..
بل حتى كان صادقاً في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه..وهو الذي يقول:
( ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين)..
وذلك لما قال له صاحبه: ألا أشرت لنا بعينك في قتل الأسير؟
بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه..فكلامه صدق وسنته صدق..ورضاه صدق وغضبه صدق..
ومدخله صدق ومخرجه صدق..وضحكه صدق وبكاؤه صدق..
ويقظته صدق ومنامه صدق..( ليسأل الصادقين عن صدقهم)..[الأحزاب:8]..
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)..[التوبة:119]..
( فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم)..[محمد: 21]..
فهو صلى الله عليه وسلم صادق مع ربه..صادق مع نفسه..صادق مع الناس..صادق مع أهله..
صادق مع أعدائه..فلو كان الصدق رجلاً لكان محمد صلى الله عليه وسلم..
وهل يُتعلم الصدق إلا منه بأبي هو وأمي؟؟
وهل ينقل الصدق إلا عنه بنفسي هو؟
فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة..
فكيف حاله بالله بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوته وإكرام الله له بالاصطفاء والاجتباء والاختيار؟!
**********************
**محمد صلى الله عليه وسلم صابراً..
فلا يعلم أحد مرَّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرَّ به صلى الله عليه وسلم..
وهو صابر محتسب..( واصبر وما صبرك إلا بالله )..[النحل:127]..
صبر على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجة والتعب والحسد والشماتة وغلبة العدو أحياناً..
وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل ..
وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزب الخصوم
واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الأعراب وجفاء البادية .
ومكر اليهود وعتو النصارى وخبث المنافقين وضراوة المحاربين ..
وصبر على تجهم القريب وتكالب البعيد وصولة الباطل وطغيان المكذبين..
صبر عن الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها..فلم يتعلق منها بشيء ..وصبر على إغراء الولاية وبريق المنصب وشهوة الرئاسة..فصدف عن ذلك كله طلباً لمرضاة ربه..فهو صلى الله عليه وسلم الصابر المحتسب في كل شأن من شؤون حياته..فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه..كلما أزعجه كلام أعدائه تذكر ..(فاصبر على ما يقولون)..[طه:130]..وكلما بلغ به الحال أشده والأمر أضيقه تذكر..( فصبر جميل)..[يوسف:18]..وكلما راعه هول العدو وأقضَّ مضجعه تخطيط الكفار تذكر..( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل)..[الأحقاف:35]..
وصبره صلى الله عليه وسلم صبر الواثق بنصر الله ..المطمئن إلى وعد الله..الراكن إلى مولاه ..المحتسب الثواب من ربه جل في علاه..وصبره صبر من علم أن الله سوف ينصره لا محالة..وأن العاقبة له..وأن الله معه..وأن الله حسبه وكافيه..يصبر صلى الله عليه وسلم على الكلمة النابية فلا تهزه..
وعلى اللفظة الجارحة فلا تزعجه..وعلى الإيذاء المتعمد فلا ينال منه..
مات عمه فصبر..وماتت زوجته فصبر..وقتل حمزة فصبر..وأبعد من مكة فصبر..وتوفى ابنه فصبر..ورُميت زوجته الطاهرة فصبر..وكُذِّب فصبر..قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون كاذب مفتر فصبر..أخرجوه آذوه..شتموه سبوه حاربوه سجنوه..فصبر..
وهل يُتعلم الصبر إلا منه ؟
وهل يُقتدى بأحد في الصبر إلا به؟
فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وعظيم التجمل وثبات القلب ..
وهو إمام الصابرين وقدوة الشاكرين صلى الله عليه وسلم..
***************************
د/عايض القرني
فهو أصدق من تكلم..كلامه حق وصدق وعدل..لم يعرف الكذب في حياته جاداً أو مازحا..
بل حرَّم الكذب وذم أهله ونهى عنه..وقال: ((إن الصدق يهدي إلى البر..وإن البر يهدي إلى الجنة..ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا...)الحديث..
وأخبر أن المؤمن قد يبخل وقد يجبن..لكنه لا يكذب أبدا..وحذر من الكذب في المزاح لإضحاك القوم..
فعاش عليه الصلاة والسلام والصدق حبيبه وصاحبه..ويكفيه صدقاً أنه أخبر عن الله بعلم الغيب..
وائتمنه الله على الرسالة..فأداها للأمة كاملة تامة..
لم ينقص حرفاً ولم يزد حرف..وبلغ الأمانة عن ربه بأتم البلاغ..
فكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق..فهو صادق في سلمه وحربه..ورضاه وغضبه..
وجده وهزله..وبيانه وحكمه..
صادق مع القريب والبعيد..والصديق والعدو..والرجل والمرأة..
صادق في نفسه ومع الناس..في حضره وسفره..وحله وإقامته..ومحاربته ومصالحته..
وبيعه وشرائه..وعقوده وعهوده ومواثيقه..وخطبه ورسائله..وفتاويه وقصصه..
وقوله ونقله..وروايته ودرايته..بل معصوم من الله أن يكذب..
فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين..قد أقام لسانه وسدد لفظه..
وأصلح نطقه وقوم حديثه..فهو الصادق المصدوق..الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه..
ولا كلمة واحدة خلاف الحق..ولم يخالف ظاهره باطنه..
بل حتى كان صادقاً في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه..وهو الذي يقول:
( ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين)..
وذلك لما قال له صاحبه: ألا أشرت لنا بعينك في قتل الأسير؟
بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه..فكلامه صدق وسنته صدق..ورضاه صدق وغضبه صدق..
ومدخله صدق ومخرجه صدق..وضحكه صدق وبكاؤه صدق..
ويقظته صدق ومنامه صدق..( ليسأل الصادقين عن صدقهم)..[الأحزاب:8]..
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)..[التوبة:119]..
( فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم)..[محمد: 21]..
فهو صلى الله عليه وسلم صادق مع ربه..صادق مع نفسه..صادق مع الناس..صادق مع أهله..
صادق مع أعدائه..فلو كان الصدق رجلاً لكان محمد صلى الله عليه وسلم..
وهل يُتعلم الصدق إلا منه بأبي هو وأمي؟؟
وهل ينقل الصدق إلا عنه بنفسي هو؟
فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة..
فكيف حاله بالله بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوته وإكرام الله له بالاصطفاء والاجتباء والاختيار؟!
**********************
**محمد صلى الله عليه وسلم صابراً..
فلا يعلم أحد مرَّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرَّ به صلى الله عليه وسلم..
وهو صابر محتسب..( واصبر وما صبرك إلا بالله )..[النحل:127]..
صبر على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجة والتعب والحسد والشماتة وغلبة العدو أحياناً..
وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل ..
وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزب الخصوم
واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الأعراب وجفاء البادية .
ومكر اليهود وعتو النصارى وخبث المنافقين وضراوة المحاربين ..
وصبر على تجهم القريب وتكالب البعيد وصولة الباطل وطغيان المكذبين..
صبر عن الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها..فلم يتعلق منها بشيء ..وصبر على إغراء الولاية وبريق المنصب وشهوة الرئاسة..فصدف عن ذلك كله طلباً لمرضاة ربه..فهو صلى الله عليه وسلم الصابر المحتسب في كل شأن من شؤون حياته..فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه..كلما أزعجه كلام أعدائه تذكر ..(فاصبر على ما يقولون)..[طه:130]..وكلما بلغ به الحال أشده والأمر أضيقه تذكر..( فصبر جميل)..[يوسف:18]..وكلما راعه هول العدو وأقضَّ مضجعه تخطيط الكفار تذكر..( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل)..[الأحقاف:35]..
وصبره صلى الله عليه وسلم صبر الواثق بنصر الله ..المطمئن إلى وعد الله..الراكن إلى مولاه ..المحتسب الثواب من ربه جل في علاه..وصبره صبر من علم أن الله سوف ينصره لا محالة..وأن العاقبة له..وأن الله معه..وأن الله حسبه وكافيه..يصبر صلى الله عليه وسلم على الكلمة النابية فلا تهزه..
وعلى اللفظة الجارحة فلا تزعجه..وعلى الإيذاء المتعمد فلا ينال منه..
مات عمه فصبر..وماتت زوجته فصبر..وقتل حمزة فصبر..وأبعد من مكة فصبر..وتوفى ابنه فصبر..ورُميت زوجته الطاهرة فصبر..وكُذِّب فصبر..قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون كاذب مفتر فصبر..أخرجوه آذوه..شتموه سبوه حاربوه سجنوه..فصبر..
وهل يُتعلم الصبر إلا منه ؟
وهل يُقتدى بأحد في الصبر إلا به؟
فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وعظيم التجمل وثبات القلب ..
وهو إمام الصابرين وقدوة الشاكرين صلى الله عليه وسلم..
***************************
د/عايض القرني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى