حركة 6 اكتوبر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الناطق الرسمى
الناطق الرسمى

مدير عام مدير عام
ذكر
عدد الرسائل : 1350
العمر : 44
نقاط : 2203
تاريخ التسجيل : 25/05/2008
https://ram-cccis.mam9.com

الذباب حشرات فى القران الكريم ( اشرف الميرى ) Empty الذباب حشرات فى القران الكريم ( اشرف الميرى )

الأحد يناير 25, 2009 6:30 pm



الذبـــــــــــاب





إنّ فَيْصَل الحقّ ودليل الألوهية يتمثل في قدرته سبحانه العظيم على خلق السماوات والأرض وما بينها، فليس لمن عبد من دونه تعالى القدرة على أن يخلق شيئا حتى أصغر المخلوقات وأقلها شأنا كالذبابة. لذا اختار عزّ وجل الذباب هذه الحشرة ليضرب بها المثل للناس وليذكرهم بقدرته العظيمة على الحق كدليل وبينة على قدرته التي لاحدّ لها وعلى أنّه هو الواحد الأحد الذي لا شريك له خالق السماوات والأرض بقوله في سورة الحج:" يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب".

ويخاطب الخالقجمهرة الناس ويخصّ بذلك الجاهلين المشركين مَن عبد منهم الأصنام جهلاً وضلالاً ليضع سبحانه الحقائق أمام أعينهم جلّية باهرة فمحك الاختيار هو القدرة على الخلق. ويطلب تعالى منهم أن يستمعوا إلى المثل الذي يضربه ويتأملوه ويفهموه، فالحقيقة التي لامراء فيها ولاجدال أنهم لو طلبوا من تلكم الأصنام أو الأنداد أن تخلق ذبابة ما قدروا على ذلك.

إذن الاستحالة قائمة حتى لو اجتمعوا وحشدوا كل جهودهم أو تعاونوا فيما بينهم ، فتلك الأصنام والتماثيل والصور التي عبدوها لا تستطيع أن تخلق شيئا مما خلق الله تعالى حتى أذله وأصغره وأذله تحقيرا، ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا كما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عزّ وجلّ:" ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي .؟ فليخلقوا ذرة ، فليخلقوا شعيرة" .

وإنّ القدرة على الخلق دليل الإعجاز الإلهي والمعجزة قائمة في كل عصر تؤكد قدرة الباري المصور ووحدانيته ، تلك القدرة التي ظلت سرا من أسرار الوجود لا قبل للإنسان أن يعرفها مهما تقدم به العلم. فالعلم البشري بكل ما حققه من تطور لا يصل إلا للمحدود من الحقائق والنتائج العلمية ، ولكنها حقائق محدودة نجد في كتاب الله العظيم ذكر لها.

إذن فالمحاولات البشرية والسباق العلمي مهما تعاظم أو تقدم فإنه لايصل إلا إلى ذرات محدودة من بعض بصيص العلوم بالقدر الذي سمح عزّ وجل لهم وأتاح لقدراتهم البشرية. فلم يعلمنا القرآن الكريم أسرار الوجود لكنّه أكدها كحقائق علمها عند الخالق سبحانه وتعالى الذي لديه علم الحياة والموت ولم يعطها لغيره إلا بإذن منه، فقد أعطى سبحانه هذه المعجزة لرسوله عيسى عليه السلام ولكن ما قام به كان بإذن الله، يقول عيسى عليه السلام بقوله الحكيم في سورة آل عمران /49: " إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمة والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون".

وكان العرب أول من خاطبهم القرآن المجيد وهم، الذين لا بَاعَ لهم في العلوم الحديثة ولا قدرة لهم على تفهم معطيات العلم ونظرياته كأن التمثيل والتشبيه هو الوسيلة المثلى لتجسيد مثل هذه المفاهيم ليدركوا من خلالها إنّ الأصنام التي عبدوها كفرا وضلالا أضعف من أن تخلق ذبابة، بل وأضعف من أن تتدخل في مسيرة النظام الطبيعي الذي تعيش به هذه الحشرة الصغيرة ! فإذا ابتلعت الذبابة شيئا كانت تلك الأصنام أضعف من أن تسترجعه وهذا أيضا يستعصي على ما عبدوا تلك الأصنام فكلهم ضعيف لا قدرة له ولا حول ولا قوة لذا يقول رب العزّة والقدرة في سورة الحج/73:" وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ".

ومن أوجه البلاغة القرآنية في الآية الكريمة الإشارة إلى خبرة من الخبرات التي عاشها هؤلاء الكفار واستناد المثل إلى تجاربهم في عبادتهم الفاسدة ، فقد كانوا يطلون أصنامهم بالزعفران ويغطون رؤوسها بالعسل ويغلقون عليها الأبواب ولكن الذباب على ضعفه كان يتسلل من النوافذ والكوى - الفتحات - ليلعق العسل رغما عنهم وهم إزاءه عاجزون غير قادرين على منعه!

كذلك نجد في الآية السابقة من سورة الحج تسوية في التشبيه فهو تشبيه للكافرين بالذباب في ضعفه بل هم أقل ضعفا من الذباب -، وهنا الذباب هو الغائب المنتصر والإنسان هو المغلوب الخاسر الذي وقف حائراً لاستعادة ما سلبه منه الذباب. وتجمل الآيات المباركة مغزى هذا المثل في سورة الحج /74: " وما قدروا الله حق قدره إنّ الله لقوي عزّيز" .

فالذين ضلوا بعبادتهم الأصنام التي لا تقوى على حتى مقاومة الذباب لضعفها وعجزها قد نسوا أن تعالى هو القوي القادر الذي خلق الحياة بمن فيها من بشر وحيوان ونبات وجبال وأنهار، وجهل المشركين بتلك الحقائق هو الذي أورثهم ذلك الكفر فلم يدركوا عظم قدرته العظيمة في الخلق تلك القدرة التي خص بها الله عزّ وجلّ ذاته الإلهية لأنه : " هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ".

إنّ معجزة الله في الخلق هو لله وحده، فهو الذي أوجد الحياة وسبر ناموسها، ووضع قوانينها بخلق الذكر والأنثى وتكاثرهما وتلك حقيقة لم يستطع الإنسان بعلومه إلا أن يتأكد منها يوما بعد يوم فهو ناموس سارت عليه الحياة ونسق ارتضاه لها جلّت قدرته نراه في كافة خلقه من حولنا أوضحه لنا في القرآن الكريم، وجاء في سورة النساء/4: " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا".
قطرة ندي
قطرة ندي

مدير عام مدير عام
انثى
عدد الرسائل : 680
العمر : 43
الموقع : http://shamslave.hi5.com
العمل/الترفيه : كتابة الشعر
المزاج : عاشقة للحياة
نقاط : 183
تاريخ التسجيل : 13/02/2009
http://shamslave.hi5.com

الذباب حشرات فى القران الكريم ( اشرف الميرى ) Empty رد: الذباب حشرات فى القران الكريم ( اشرف الميرى )

الأحد مارس 01, 2009 4:50 am
سلمت يداك علي الموضوع الجيد
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى