حركة 6 اكتوبر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الناطق الرسمى
الناطق الرسمى

مدير عام مدير عام
ذكر
عدد الرسائل : 1350
العمر : 44
نقاط : 2203
تاريخ التسجيل : 25/05/2008
https://ram-cccis.mam9.com

الطلح  والعرجون ثمار فى القران الكريم ( اشرف الميرى ) Empty الطلح والعرجون ثمار فى القران الكريم ( اشرف الميرى )

الأحد يناير 25, 2009 6:09 pm
العرجـــــــــــــون







تحملنا آيات القرآن الكريم صوب آفاق عريضة متسعة فيما ضمنه من تشبيهات بليغة قوامها بعض ما عرفه الإنسان في حياة من نبات وحيوان وطير وحظيت تلك التشبيهات عناية فقهاء وعلماء العرب بالدراسة والتأمل حتى أن أأمة اللغة والتفسير قد صنفوا كتبا في التشبيهات القرآنية للتعرف على دلالتها وتناولها في القرآن وقسموها إلى أقسام مختلفة وابرزوا الغاية منها وأجمعوا على أثرها الطيب في نفس المتلقي.

ويقول جلّال الدين السيوطي:" إنّ في إخراج تلك التشبيهات تأنيس النفس، وتقريب البعيد أو الكشف عن المقصود، وعرض لبعض التشبيهات القرآنية". ومن التشبيهات التي قوامها شيئان حسيان هو ذلك التشبيه الذي قوامه القمر من ناحية والعرجون القديم من ناحية أخرى. فكل من القمر والعرجون القديم يندرج في إطار الأشياء المحسوسة والمرئية التي نعرفها بحواسنا ونراها بأعيننا يقول تعالى في سورة يس /39 :" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم" . فيرد هذا التشبيه القرآني البليغ فيما يخبرنا به عزّ وجلّ عن المراحل التي يمر بها القمر منذ بزوغه كبدر حتى وصوله إلى مرحلة المحاق ثم يأتي هذا التشبيه للإشارة إلى مرحلة من تلك المراحل وهي التي يكون فيها القمر أشبه بالعرجون القديم. العرجون هو شمراخ النخلة الذي يحمل الثمار بعد التلقيح والإخصاب وتكوين الثمار ويسمى العرجون بالعذق أيضا. ويكون العرجون عادة في النخلة الأنثى وهو يحمل طلعها ويشتق أسمه من انعراجه فهو متعرج أي منعطف مموج غير مستقيم، فعندما يوصف القمر بأنه كالعرجون يكون هلالاً وهذا الانعطاف أو الاعوجاج هو الصفة التي يشترك فيها القمر في تلك المرحلة عندما يصبح القمر أشبه بالعرجون في انحنائه واصفراره.

وتبيّن الآية السابقة من سورة يس قدرة الله فيما قدره للقمر من منازل، ويقصد بالمنازل الثمانية والعشرين منزلاً التي عرفها العرب والتي ينزلها القمر في كل شهر، فمن المعروف أن القمر يأخذ في كل ليلة منزلاً منها حتى يصير هلالاً ، وهي تلك الأوضاع التي نعرفها بالبروج الإثني عشر.

ويوضح أبو القاسم البغدادي في كتابه الجمان في تشبيهات القرآن ذلك التشبيه الذي ورد في سورة يس ونراه يوضح أن العرب كانوا يعرفون أن في كل برج من أبراج القمر منزلين وثلثا وهي فطامة الفلكي قال تعالى:" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم".

فالبرج والمنزل لفظان متقاربان ، فالبرج في معناه الأصلي هو الحصن أو القصر، لذا كان هناك تشابه بين المنازل والبروج ، فللقمر منازله وبروجه.. فإذا قطع القمر دائرة الفلك وتنقل في منازله عاد كما قال تعالى:" كالعرجون القديم "، وتنصرف الإشارة هنا إلى تطوره وما ناله من نقصان بعد أن كان بدراً فالعرجون أيضا يصغر ويذبل وينحني بمرور الزمن عندما يصبح قديما وفي نهاية أطواره، ومن هنا كان التشبيه البليغ في كتاب الله العزّيز.

إضافة لقدرة الله القدير بأن جعل للقمر منازل وبروج وتشبيهه بالعرجون القديم فقد عبرت تلك الصيغة القرآنية عن معان كثيرة صورت مراحل تطور القمر ويرد في صحبته ثلاث آيات أخريات تكون في مجموعها دليلاً من أعظم الأدلة على قدرته تعالى، وأول الآيات الثلاث قوله العظيم في سورة يس /37:"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم يظلمون ". فتعاقب الليل والنهار إحكام إلهي تشتمل عليه الآية الكريمة من شق علمي وآخر بلاغي ، يتناول العلمي القانون الإلهي الذي يحكم تعاقب الليل والنهار على نحو لا يختل ولا يضطرب أما الشق البلاغي فهو التصوير المعجز لانبثاق النهار من أعماق الليل وظلمته الذي صورته استعارة لفظية هي قوله تعالى:" نسلخ من " .

أما عبارة ونسلخ منه فتحرك في الأذهان مشهد سلخ جلّد الشاة عنها وإزالته ليظهر اللحم من تحته، وكذلك الليل هو الغطاء المعتم ينقشع تدريجيا لينبلج الصباح بإشراقه وضوئه منبثقا من أعماق الليل وظلمته ليطلع النهار ثم يعقبه شروق الشمس. قال تعالى في سورة يس /38:" والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزّيز العليم".

فالناموس الإلهي الذي أخرج نور الصباح من ظلمة الليل البهيم هو الذي يحكم في دقته مسار الشمس وحركتها من شروقها إلى غروبها، ذلكم الشروق الذي عبرت عنه الآية 38 من سورة يس بأنه مستقر للشمس، والمستقر هو الغاية أو النهاية التي تصلها الشمس عندما تبلغ أقصى مداها في حركتها فيما يراه الإنسان.

وكما قدر الليل لينكشف عن ضوء النهار وعندما تغرب الشمس يبزغ القمر وعندئذ نلتقي بقوله تعالى في سورة يس:" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ". ويخبرنا الله تعالى في آية واحدة لتجمع بين عناصر الشمس والقمر من ناحية والليل والنهار من ناحية أخرى وهي العناصر الأربعة لتشهد بعظمة الله العزّيز وقدرته في إحكام حركة ذلك الكون الفسيح بما فيه من كواكب وأجرام تتحرك بانسجام كامل ودقة بالغة لا ينال منها الخلل أو التخبط، فذلك هو قانون الله الذي قدر لكل ما خلق وفق ميزان محكم يقول تعالى في سورة يس /37 - 40 :" وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم يظلمون . والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزّيز العليم . والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم. لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ".

الطلــــــح

الطلح في لغتنا العربية هو الموز، والواحدة منه طلحة ، وأشجار الطلح أشجار ضخمة وتعرف مزرعة الموز باسم الطليحة وهي المنطقة التي يكثر بها أشجار الطلح ، وان كان نفس الاسم يطلق أيضا على أشجار ضخمة من نوع العضاة وهو شجر له شوك يستخرج منه الصمغ.

ورد ذكر الطلح في سورة الواقعة وتناول المفسرون الآيات من حيث أنواع النباتات التي ذكرت بها. فالسدر هي أشجار النبق الضخمة التي تنمو في جزيرة العرب ، وان كان ذلك السدر الذي يوجد في الجنة لكنه يختلف عن سدر الدنيا بأنه كثير الشوك قليل الثمر، وفي الآخرة على العكس من ذلك كثيرة الثمر لاشوك فيها.

وجاء إعرابي يوما وقال: يا رسول الله ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هي ؟ قال: السدر فان له شوكا مؤذياً. فقال عليه الصلاة والسلام : أليس الله تعالى يقول: في سدر مخضود ، خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها على اثنين وسبعين لونا من طعام ما فيها لون يشبه الآخر.

أما الطلح" الموز" ففسره عدد من المفسرين ، فذكروا بأنه الشجر العظيم بالحجاز المعروف بشجر العضاة وهو شجر كثير الأشواك. وقال مجاهد فيه بأن أشجار الطلح والسدر في الجنة لها ثمر أحلى من العسل. كذلك فُسِّرَ الطلح بأنه الموز، وتلك التسمية مأخوذة من لغة أهل اليمن .. والصفة المميزة لأشجار الجنة هو الظل الممدود.

وإن تلك النعم التي يسرها الله سبحانه وتعالى لأصحاب اليمين كثيرة ومتنوعة بما ذكر من أنواع الفاكهة والشراب والظلال والحور العين، والطلح أي ثمار الموز التي بالجنة طلعها هضيم أي سهلة الهضم، ولفظ منضود مشتق من الفعل نضد لفظ مأخوذ من قولهم: " نضد المتاع " أي رصه وضخمه إلى بعضه متسقاً متراكما .. كقول الله تعالى في سورة الواقعة 29:" وطلح منضود". يقال: تنضدت الأسنان بمعنى تناصفت. وانتضد القوم بمكان أي : اجتمعوا به ووصف ثمر الطلح بقوله الكريم: " منضود " لأنه متراكم كثمار الموز على شجرتها فهي متسقة متراكمة ، وهذه الصفة تؤكد أن الطلح التي تتحدث عنه الآية هي ثمار الموز وليس طلع النخيل أو ثمار أشجار أخرى.

ولقد عرف علماء العرب المسلمين الطلح بأنه الموز وأوصى الإمام محمد الذهبي في كتابه الطب النبوي بتناول الطلح مع العسل لعلاج البرد. وشرحه العالم داود الأنطاكي في كتابه المعروف تذكرة داود وشرحه بأنه شجر مربع سبطه يطول فوق ثلاثة أذرع بحسب وفرة المياه وجودة الأرض ، وان الشجرة تخرج عرجونا تعلق به الثمار بعد نثره زهرا ، وهو حلو كالعسل. وفي كل يوم تسقط دودا من شجرة الطلح ، يعرف من عقدها عمر الشجرة الذي يصل إلى سبعين يوما.

وتموت الشجرة وينبت بعدها أفراخ تحل محلها وأجود الموز الكبير الأصغر الحلو وأوصى داود الأنطاكي باستخدام الطلح (الموز)في علاج السعال وأوجاع الصدر وخشونة القصبة الهوائية وفقر الدم . ومن فوائد الطلح انه طعام مغذ وله فوا ئد علاجية، إذ أن دهنه مع الخل والليمون يعالج القرع والجرب وأمراض الجلّد ، وإذا خلط الموز بماء بذر البطيخ يجلّو الكلف وينعم البشرة ويحسن اللون وتستعمل أوراق الموز لعلاج الدمامل فإذا وضعت ورقة من شجر الموز على الأورام حللها وهو طعام ثقيل يصلحه العسل والسكر الذي يوصي داود الأنطاكي بتناوله معه. فثلاث موزات تكفي نصف حاجة الجسم من جميع العناصر الغذائية، فملح الحديد يعالج الأنيميا - فقر الدم - وملح الكالسيوم والفسفور يساعدان على حماية الأسنان وتقوية العظام والأظافر، ويمنع فيتامين ج مرض الأسقربوط ونزيف اللثة " .

وعندما يضاف الحليب إلى الطلح فأنّه يصبح غذاءً كاملاً وهو طعام مفيد للأطفال، فيزيد من الذكاء لأنه يزيد القدرات الذهنية لاحتوائه على الفسفور إلا أن كثرته لا تلائم البدين لأنه يزيد الوزن ولا تلائم المريض بالسكر، ويجب عدم الإكثار من تناوله في حالات الإمساك .

كما أكدّ العلم الحديث ما كان قد انتهى إليه عالمنا العربي داود الأنطاكي منذ أكثر من ألف سنة من أن الطلح مفيد في حالات تصلب الشرايين ومريض الكلى، إضافة لفائدة الموز لحالات التعب وأمراض الروماتيزم والتهاب الأعصاب ، ويوصي بأن يؤخذ من ثمار الموز دقيق يصنه منه الخبز للمصابين بالبول الزلالي.

ولأشجار الطلح ساق طويلة وأوراق كاملة كبيرة جميلة المنظر تلتف حول بعضها عند قواعدها مكونة ما يعرف بالساق الكاذبة الغليظة . وتعطى شجرة الطلح شمراخاً واحدا من الموز في حياته ثم يموت بعدها وتخرج من جذوره خلف صغير يحل محل النبات الأصلي وهو يتكاثر بالفسائل . وتجود زراعة الموز في الأراضي الطينية الخفيفة، وتحتاج زراعته إلى كميات وفيرة من الماء ومن السمادَيْنِ العضوي والمعدني ..
قطرة ندي
قطرة ندي

مدير عام مدير عام
انثى
عدد الرسائل : 680
العمر : 43
الموقع : http://shamslave.hi5.com
العمل/الترفيه : كتابة الشعر
المزاج : عاشقة للحياة
نقاط : 183
تاريخ التسجيل : 13/02/2009
http://shamslave.hi5.com

الطلح  والعرجون ثمار فى القران الكريم ( اشرف الميرى ) Empty رد: الطلح والعرجون ثمار فى القران الكريم ( اشرف الميرى )

الأحد مارس 01, 2009 4:56 am
سلمت يداك علي الموضوع الجيد
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى