- nesrineمراقب على جميع الاسلامية
عدد الرسائل : 304
العمر : 43
نقاط : 627
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
سلسلة أحاديث وفوائد (1) حديث عرض الأمم
الثلاثاء يوليو 07, 2009 7:55 am
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ:خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِىُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِىُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ ، وَالنَّبِىُّ مَعَهُ الرَّهْطُ ، وَالنَّبِىُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ أُمَّتِى ، فَقِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ. ثُمَّ قِيلَ لِى انْظُرْ. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ لي انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا في الشِّرْكِ ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا ، فَبَلَغَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَل اَ يَكْتَوُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ ». فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
وفي رواية : لَمَّا أُسْرِىَ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَمُرُّ بِالنَّبِىِّ وَالنَّبِيِّينِ وَمَعَهُمُ الْقَوْمُ وَالنَّبِىِّ وَالنَّبِيِّينِ وَمَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِىِّ وَالنَّبِيِّينِ وَلَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ حَتَّى مَرَّ بِسَوَادٍ عَظِيمٍ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قِيلَ مُوسَى وَقَوْمُهُ وَلَكِنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ. قَالَ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ مِنْ ذَا الْجَانِبِ وَمِنْ ذَا الْجَانِبِ فَقِيلَ هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ وَسِوَى هَؤُلاَءِ مِنْ أُمَّتِكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. فَدَخَلَ وَلَمْ يَسْأَلُوهُ وَلَمْ يُفَسِّرْ لَهُمْ فَقَالُوا نَحْنُ هُمْ. وَقَالَ قَائِلُونَ هُمْ أَبْنَاؤُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا عَلَى الْفِطْرَةِ وَالإِسْلاَمِ. فَخَرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ وَلاَ يَسْتَرْقُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ أَنَا مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
خرجه البخاري 1/163(5705) وأحمد 1/271(2448) و\"مسلم\" 1/137(447) والتِّرْمِذِيّ\" 2446 و\"النَّسائي\" في \"الكبرى\" 7560 .
هذا الحديث الشريف والهدي النبوي الخالد يحتوي على دروس وفوائد جمة منها :
1- أيها الدعاة والمربون لا تيأسوا :
فلقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف أن النبي من الأنبياء سوف يأتي يوم القيامة ومعه رجل واحد من قومه قد آمن به وبدعوته ورسالته , ونبي آخر معه رجلان وثالث معه الرهيط هُوَ بِضَمِّ الرَّاء تَصْغِير الرَّهْط ، وَهِيَ الْجَمَاعَة دُون الْعَشَرَة ورابع ليس معه أحد , ومع هذا لم يثبت أن أحداً منهم لم يترك الدعوة إلى الله , ولم يتخل عن الرسالة التي أمره الله بتبليغها .
لان المسلم لا يخل عن أداء رسالته في الحياة مهما كانت الصعاب والمصاحب , فاليأس لا يتسلل إلى قلبه أبدا .
فهو يعرف أن اليأس كفر وضياع قال تعالى : {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } يوسف : 87 ، ويقول : {وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين } الأنبياء : 83، 84 . وقال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : وَمَنْ يَّقْنَطُ مِن رحْمَة رَبِّه إلا الضَّالُّون : الحجر 56 . ويقول : {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا أن نصر الله قريب } البقرة : 214 .
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ، قَالَ:شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ ، فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، فَقُلْنَا : أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا ، أَلاَ تَدْعُو لَنَا ، فَقَالَ : قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ ، فَيُجْعَلُ فِيهَا ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللهِ ، لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.
خرجه \"أحمد\" 5/109(21371) و\"البُخَارِي\" 4/244(3612) و\"أبو داود\" 2649 و\"النَّسائي\" 8/204 .
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلاَمَ ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ.وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ : قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ ، وَالشَّرَفُ ، وَالْعِزُّ ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا ، الذُّلُّ ، وَالصَّغَارُ ، وَالْجِزْيَةُ.أخرجه أحمد 4/103(17082).
فعلى كل داعية ومرب أن يعرف أن الأمل والتفاؤل قوّة وأن اليأس والتشاؤم ضعف وأن الأمل والتفاؤل حياة وأن اليأس والتشاؤم موت .
قال الشاعر :
اليأسُ في ديننا كُفْرٌ ومَنْقَصةٌ * * * لا أعرٍفُ اليأسَ والإحباطَ في غَمَمِ
يَفيضُ من أملٍ قلبي ومن ثقةٍ * * * لا يُنبِتُ اليأسَ قلبُ المؤمنِ الفَهِمِ
فالأمل والرجاء من أخلاق الأنبياء، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق، برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذى , والأمل هو الذي يدفع الإنسان دائمًا إلى العمل، ولولا الأمل لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومجابهة مصائبها وشدائدها، ولولاه لسيطر اليأس على قلبه، وأصبح يحرص على الموت، ولذلك قيل: اليأس سلم القبر، والأمل نور الحياة.
وقد قال الشاعر:
أُعَلِّلُ النَّفْسَ بـالآمال أَرْقُـبُها * * * ما أَضْيَقَ الْعَيْشَ لولا فُسْحَة الأمل
كانت الدولة الإسلامية في عهد العثمانيين ضعيفة الجانب وقد تكالبت عليها الأعداء من كل حدب وصوب وكان الأمير المسلم محمد بن القاسم صغيرا وقد تولى تعليمه عالم فاضل هو الشيخ أق شمس الدين الذين كان يجلس معه على البحر وينظران إلى الشاطئ الآخر ناحية القسطنطينية ويذكره ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) (روه الإمام أحمد في مسنده).ويقول له : لعل المقصود بهذه البشارة , ويبث فيه روح الأمل والعزيمة , وقد كان .
وقد ظل المسجد الأقصى بيد المسلمين منذ الفتح العمري حتى استولى عليه الصليبيون وقتلوا من المسلمين ستين ألفًا، ودخلوا المسجد، واستولوا على الأموال، ونصبوا الصليب على المسجد، ودقوا فيه النواقيس، وأشركوا فيه بالله تعالى، حتى استنقذه الله من أيديهم على يد القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وكان ملكًا صالحًا صوامًا قوامًا، وكان قلبه يتفطر على المسجد الأقصى، ولم يفتأ يحرض المؤمنين على القتال ويعد العدة حتى انتصر المسلمون بفضل الله في موقعة حطين سنة 583هـ، وكان يومًا مشهودا، طهر فيه المسجد الأقصى، وارتفع منه الأذان والتوحيد، وقتل من الصليبيين عشرات الآلاف، وأسر عشرات الآلاف، حتى رخص ثمن الأسرى، وصار الفلاح من المسلمين يربط بخيمته عشرة من الأسرى وبيع النعل بالأسير، قال تعالى : \" إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ \" [محمد:7].
وقد ظل المسجد الأقصى أسيراً في يد الصليبين من عام 1099 م إلى عام 1187 م أي حوالي 88عاما ً , لكن أهل الإيمان لم ييأسوا , وبمشيئة الله لن ييأسوا .
قال الشاعر :
سيروا كما ساروا لتجنوا ماجنوا * * لا يحصد الحب سوى الزراع
وتيقظوا فالسيل قد بلغ الزبى * * يا أيها النومى على الأمطاع
واسترجعوا ما فات من أمجادكم * * ما دمتم في مهلة استرجاع
يا خاطب العلياء إن صداقها * * صعب المنال على قصير الباع
يُحكى أن قائدًا هُزِمَ في إحدى المعارك، فسيطر اليأس عليه، وذهب عنه الأمل، فترك جنوده وذهب إلى مكان خال في الصحراء، وجلس إلى جوار صخرة كبيرة.
وبينما هو على تلك الحال، رأى نملة صغيرة تَجُرُّ حبة قمح، وتحاول أن تصعد بها إلى منزلها في أعلى الصخرة، ولما سارت بالحبة سقطت منها، فعادت النملة إلى حمل الحبة مرة أخري. وفي كل مرة، كانت تقع الحبة فتعود النملة لتلتقطها، وتحاول أن تصعد بها...وهكذا.
فأخذ القائد يراقب النملة باهتمام شديد، ويتابع محاولاتها في حمل الحبة مرات ومرات، حتى نجحت أخيرًا في الصعود بالحبة إلى مسكنها، فتعجب القائد المهزوم من هذا المنظر الغريب، ثم نهض القائد من مكانه وقد ملأه الأمل والعزيمة فجمع رجاله، وأعاد إليهم روح التفاؤل والإقدام، وأخذ يجهزهم لخوض معركة جديدة.. وبالفعل انتصر القائد على أعدائه، وكان سلاحه الأول هو الأمل وعدم اليأس، الذي استمده وتعلمه من تلك النملة الصغيرة.
2- بشرى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:
أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم آخر الأمم خلقاً لكنهم أول الأمم دخولا إلى الجنة , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:( نَحْنُ الآخِرُونَ وَنَحْنُ السَّابِقُونَ ، بيد أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ، فَهَذَا الْيَوْمَ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَدًا ، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.)\".
- وفي رواية : \"( نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.)\".
أخرجه ((أحمد)) 2/243(7308) و((البُخاري)) 238 و((مسلم)) 1931 .
فهذه الأمة التي فضلها الله عز وجل على سائر الأمم واختصها بكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وإنما نالت من ذلك ما نالته بإتباعها لرسولها محمد صلى الله عليه وسلم.
إنها خير الأمم وأكرمها، وحسبنا شهادة الله في كتابه: قال سبحانه : \" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ\" [آل عمران:110]. وقال صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: ((إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) ( الترمذي:3001، وقال حديث حسن) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي))، وفيه: ((وجعلت أمتي خير الأمم)) (أخرجه أحمد (1/98)، والبيهقي في \"السنن \" (1/213- 214) والبزار بإسناد جيد) .
ولقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كثرة هذه الأمة وسبقها كرامة من الله لها قال \" فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ\" .
لأنها الأمة التي مكن الله لها في الدنيا فاستحقت بطاعتها لربها الخيرية والسيادة قال تعالى : \" وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ * وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلَوٰةَ وَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ\"[النور:55، 56].
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة وأكثر من ذلك وأقل فيقال له هل بلغت قومك فيقول نعم فيدعى قومه فيقال هل بلغكم فيقولون لا فيقال من يشهد لك فيقول محمد وأمته فتدعى أمة محمد فيقال هل بلغ هذا فيقولون نعم فيقول وما علمكم بذلك فيقولون أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه قال فذلكم قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) أخرجه أحمد (3/58) ، الصحيحة ( 2448 ) .
قال الشاعر :
أمة علمها حب السماء ** كيف تبنى ثم تعلو بالبناء
فمضت ترفل في وحدتها ** وتباهى في الطريق الكبرياء
بيد توسع في أرزاقها ** ويد تدفع كيد الأشقياء
سادت الأيام لما أمنت ** أن بالإيمان يسمو الأقوياء
وفي رواية : لَمَّا أُسْرِىَ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَمُرُّ بِالنَّبِىِّ وَالنَّبِيِّينِ وَمَعَهُمُ الْقَوْمُ وَالنَّبِىِّ وَالنَّبِيِّينِ وَمَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِىِّ وَالنَّبِيِّينِ وَلَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ حَتَّى مَرَّ بِسَوَادٍ عَظِيمٍ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قِيلَ مُوسَى وَقَوْمُهُ وَلَكِنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ. قَالَ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ مِنْ ذَا الْجَانِبِ وَمِنْ ذَا الْجَانِبِ فَقِيلَ هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ وَسِوَى هَؤُلاَءِ مِنْ أُمَّتِكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. فَدَخَلَ وَلَمْ يَسْأَلُوهُ وَلَمْ يُفَسِّرْ لَهُمْ فَقَالُوا نَحْنُ هُمْ. وَقَالَ قَائِلُونَ هُمْ أَبْنَاؤُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا عَلَى الْفِطْرَةِ وَالإِسْلاَمِ. فَخَرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ وَلاَ يَسْتَرْقُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ أَنَا مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
خرجه البخاري 1/163(5705) وأحمد 1/271(2448) و\"مسلم\" 1/137(447) والتِّرْمِذِيّ\" 2446 و\"النَّسائي\" في \"الكبرى\" 7560 .
هذا الحديث الشريف والهدي النبوي الخالد يحتوي على دروس وفوائد جمة منها :
1- أيها الدعاة والمربون لا تيأسوا :
فلقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف أن النبي من الأنبياء سوف يأتي يوم القيامة ومعه رجل واحد من قومه قد آمن به وبدعوته ورسالته , ونبي آخر معه رجلان وثالث معه الرهيط هُوَ بِضَمِّ الرَّاء تَصْغِير الرَّهْط ، وَهِيَ الْجَمَاعَة دُون الْعَشَرَة ورابع ليس معه أحد , ومع هذا لم يثبت أن أحداً منهم لم يترك الدعوة إلى الله , ولم يتخل عن الرسالة التي أمره الله بتبليغها .
لان المسلم لا يخل عن أداء رسالته في الحياة مهما كانت الصعاب والمصاحب , فاليأس لا يتسلل إلى قلبه أبدا .
فهو يعرف أن اليأس كفر وضياع قال تعالى : {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } يوسف : 87 ، ويقول : {وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين } الأنبياء : 83، 84 . وقال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : وَمَنْ يَّقْنَطُ مِن رحْمَة رَبِّه إلا الضَّالُّون : الحجر 56 . ويقول : {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا أن نصر الله قريب } البقرة : 214 .
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ، قَالَ:شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ ، فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، فَقُلْنَا : أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا ، أَلاَ تَدْعُو لَنَا ، فَقَالَ : قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ ، فَيُجْعَلُ فِيهَا ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللهِ ، لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.
خرجه \"أحمد\" 5/109(21371) و\"البُخَارِي\" 4/244(3612) و\"أبو داود\" 2649 و\"النَّسائي\" 8/204 .
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلاَمَ ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ.وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ : قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ ، وَالشَّرَفُ ، وَالْعِزُّ ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا ، الذُّلُّ ، وَالصَّغَارُ ، وَالْجِزْيَةُ.أخرجه أحمد 4/103(17082).
فعلى كل داعية ومرب أن يعرف أن الأمل والتفاؤل قوّة وأن اليأس والتشاؤم ضعف وأن الأمل والتفاؤل حياة وأن اليأس والتشاؤم موت .
قال الشاعر :
اليأسُ في ديننا كُفْرٌ ومَنْقَصةٌ * * * لا أعرٍفُ اليأسَ والإحباطَ في غَمَمِ
يَفيضُ من أملٍ قلبي ومن ثقةٍ * * * لا يُنبِتُ اليأسَ قلبُ المؤمنِ الفَهِمِ
فالأمل والرجاء من أخلاق الأنبياء، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق، برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذى , والأمل هو الذي يدفع الإنسان دائمًا إلى العمل، ولولا الأمل لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومجابهة مصائبها وشدائدها، ولولاه لسيطر اليأس على قلبه، وأصبح يحرص على الموت، ولذلك قيل: اليأس سلم القبر، والأمل نور الحياة.
وقد قال الشاعر:
أُعَلِّلُ النَّفْسَ بـالآمال أَرْقُـبُها * * * ما أَضْيَقَ الْعَيْشَ لولا فُسْحَة الأمل
كانت الدولة الإسلامية في عهد العثمانيين ضعيفة الجانب وقد تكالبت عليها الأعداء من كل حدب وصوب وكان الأمير المسلم محمد بن القاسم صغيرا وقد تولى تعليمه عالم فاضل هو الشيخ أق شمس الدين الذين كان يجلس معه على البحر وينظران إلى الشاطئ الآخر ناحية القسطنطينية ويذكره ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) (روه الإمام أحمد في مسنده).ويقول له : لعل المقصود بهذه البشارة , ويبث فيه روح الأمل والعزيمة , وقد كان .
وقد ظل المسجد الأقصى بيد المسلمين منذ الفتح العمري حتى استولى عليه الصليبيون وقتلوا من المسلمين ستين ألفًا، ودخلوا المسجد، واستولوا على الأموال، ونصبوا الصليب على المسجد، ودقوا فيه النواقيس، وأشركوا فيه بالله تعالى، حتى استنقذه الله من أيديهم على يد القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وكان ملكًا صالحًا صوامًا قوامًا، وكان قلبه يتفطر على المسجد الأقصى، ولم يفتأ يحرض المؤمنين على القتال ويعد العدة حتى انتصر المسلمون بفضل الله في موقعة حطين سنة 583هـ، وكان يومًا مشهودا، طهر فيه المسجد الأقصى، وارتفع منه الأذان والتوحيد، وقتل من الصليبيين عشرات الآلاف، وأسر عشرات الآلاف، حتى رخص ثمن الأسرى، وصار الفلاح من المسلمين يربط بخيمته عشرة من الأسرى وبيع النعل بالأسير، قال تعالى : \" إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ \" [محمد:7].
وقد ظل المسجد الأقصى أسيراً في يد الصليبين من عام 1099 م إلى عام 1187 م أي حوالي 88عاما ً , لكن أهل الإيمان لم ييأسوا , وبمشيئة الله لن ييأسوا .
قال الشاعر :
سيروا كما ساروا لتجنوا ماجنوا * * لا يحصد الحب سوى الزراع
وتيقظوا فالسيل قد بلغ الزبى * * يا أيها النومى على الأمطاع
واسترجعوا ما فات من أمجادكم * * ما دمتم في مهلة استرجاع
يا خاطب العلياء إن صداقها * * صعب المنال على قصير الباع
يُحكى أن قائدًا هُزِمَ في إحدى المعارك، فسيطر اليأس عليه، وذهب عنه الأمل، فترك جنوده وذهب إلى مكان خال في الصحراء، وجلس إلى جوار صخرة كبيرة.
وبينما هو على تلك الحال، رأى نملة صغيرة تَجُرُّ حبة قمح، وتحاول أن تصعد بها إلى منزلها في أعلى الصخرة، ولما سارت بالحبة سقطت منها، فعادت النملة إلى حمل الحبة مرة أخري. وفي كل مرة، كانت تقع الحبة فتعود النملة لتلتقطها، وتحاول أن تصعد بها...وهكذا.
فأخذ القائد يراقب النملة باهتمام شديد، ويتابع محاولاتها في حمل الحبة مرات ومرات، حتى نجحت أخيرًا في الصعود بالحبة إلى مسكنها، فتعجب القائد المهزوم من هذا المنظر الغريب، ثم نهض القائد من مكانه وقد ملأه الأمل والعزيمة فجمع رجاله، وأعاد إليهم روح التفاؤل والإقدام، وأخذ يجهزهم لخوض معركة جديدة.. وبالفعل انتصر القائد على أعدائه، وكان سلاحه الأول هو الأمل وعدم اليأس، الذي استمده وتعلمه من تلك النملة الصغيرة.
2- بشرى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:
أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم آخر الأمم خلقاً لكنهم أول الأمم دخولا إلى الجنة , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:( نَحْنُ الآخِرُونَ وَنَحْنُ السَّابِقُونَ ، بيد أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ، فَهَذَا الْيَوْمَ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَدًا ، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.)\".
- وفي رواية : \"( نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.)\".
أخرجه ((أحمد)) 2/243(7308) و((البُخاري)) 238 و((مسلم)) 1931 .
فهذه الأمة التي فضلها الله عز وجل على سائر الأمم واختصها بكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وإنما نالت من ذلك ما نالته بإتباعها لرسولها محمد صلى الله عليه وسلم.
إنها خير الأمم وأكرمها، وحسبنا شهادة الله في كتابه: قال سبحانه : \" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ\" [آل عمران:110]. وقال صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: ((إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) ( الترمذي:3001، وقال حديث حسن) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي))، وفيه: ((وجعلت أمتي خير الأمم)) (أخرجه أحمد (1/98)، والبيهقي في \"السنن \" (1/213- 214) والبزار بإسناد جيد) .
ولقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كثرة هذه الأمة وسبقها كرامة من الله لها قال \" فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ\" .
لأنها الأمة التي مكن الله لها في الدنيا فاستحقت بطاعتها لربها الخيرية والسيادة قال تعالى : \" وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ * وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلَوٰةَ وَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ\"[النور:55، 56].
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة وأكثر من ذلك وأقل فيقال له هل بلغت قومك فيقول نعم فيدعى قومه فيقال هل بلغكم فيقولون لا فيقال من يشهد لك فيقول محمد وأمته فتدعى أمة محمد فيقال هل بلغ هذا فيقولون نعم فيقول وما علمكم بذلك فيقولون أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه قال فذلكم قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) أخرجه أحمد (3/58) ، الصحيحة ( 2448 ) .
قال الشاعر :
أمة علمها حب السماء ** كيف تبنى ثم تعلو بالبناء
فمضت ترفل في وحدتها ** وتباهى في الطريق الكبرياء
بيد توسع في أرزاقها ** ويد تدفع كيد الأشقياء
سادت الأيام لما أمنت ** أن بالإيمان يسمو الأقوياء
- elamraweyمشرف على اقسام الادب والشعر العالمى ومترجم المنتدى
عدد الرسائل : 69
العمر : 33
نقاط : 103
تاريخ التسجيل : 30/06/2009
رد: سلسلة أحاديث وفوائد (1) حديث عرض الأمم
الثلاثاء يوليو 07, 2009 8:34 am
جزاك الله خيرا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى