حركة 6 اكتوبر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الناطق الرسمى
الناطق الرسمى

مدير عام مدير عام
ذكر
عدد الرسائل : 1350
العمر : 44
نقاط : 2203
تاريخ التسجيل : 25/05/2008
https://ram-cccis.mam9.com

اسلو التاريخ عن قيـام الدولة الفاطمية بالمغرب العربي سنة 297 هـ Empty اسلو التاريخ عن قيـام الدولة الفاطمية بالمغرب العربي سنة 297 هـ

الأحد يونيو 14, 2009 3:18 pm
((31)سلواالتاريخ..



عن قيـام الدولة الفاطمية بالمغرب العربي سنة 297 هـ
حيث يتغيّـر الصراع ويعنف كما لم يعنف من قبـل ، وتشتدّ المحنة على أهل إفريقية والمغرب المالكية، فالعنصر الذي جدّ في مناهضتهم كان قويا،

(1). فبني عبيد إلى جانب كرههم لأهل السنة كانوا

حاكمين وعملوا على نشر مذهبهم، لذلك كان على بلاد المغرب أن تواجه هذه الدعوة التي سوف لا تترك وسيلة للنفاذ إلا استنفذتها، وعلى أهلها إذا أرادوا التمسك بمالكيتهم أن يلاقوا التنكيل والترويع والقتل
(2) وحاول أبو عبد الله الشيعي مؤسس الدولة
العبيدية في أول أمره أن يقنع العلماء بمذهبه ويناظرهم
عليه، وفي هذا الإطار فقد تناظر الشيعي مع أبي عثمان سعيد بن محمد بن صبيح الغساني فقال له:
"القـرآن يقرّ بأنّ محمـدا ليس بخـاتم النبيين"،
فقال لـه سعيد : "أين ذلك؟
"، فقال له: "في قولـه تعالى:
{وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}
فخاتم النبيّين غير رسول الله"، فقال سعيد:
"هذه الواو ليست من واوات الابتداء إنّما هي من واوات العطف، كقوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (12) فهل من أحد غير الله يوصف بهذه الصفات!!"، وتكلّم عنده يوما ، فغضب من كلامه رجل من كتامة يعرف بأبي موسى شيخ المشايخ، وقـام إليه بالرمح، فمنعه أبو عبد الله من ذلك، ثمّ عطف إلى أبي عثمان فقال له: "يا شيخ لا تغضب، إذا غضب هذا الشيخ غضب لغضبه اثنا عشر ألف سيف"

واشتهر سعيد بن محمد بمناظراته وثباته على الحق، لذلك عـلا شأنه بين الناس، أمّا صاحبه أبو بكر بن القمودي الذي كان عـارفا بأصـول المناظرات فلم يدخل في قلوب القوم، ولم تكن له المهابة والإجلال التي كانت لأبي عثمان، وسبب ذلك أنّه تناظر مع أبي العباس الداعي مناظرة أفحمه فيها، فجعل أبو عبد الله الشيعي يحرّك له أصبعه و يقول لـه: "إنّك لتظهر لأهل البيت ما أرى منك من البغضاء، وتنصب في توهين أمرك ما أسمع من حجاجك"، فاضطر الرجل إلى الاعتذار، وخاف سفك الدم
(3) (1) ولمّا خرج أبو عبد الله الشيعي في طلب عبيد الله
استخلف أخاه أبا العباس،
(2) فأطلق يد محمد بن عمر المرودي فتصلّب وتكبّر، وكانت أيامه صعبة جدّا، (3)وأخاف أهل السنة وترك أكثرهم الصلاة في المساجد،(4) وأخذ أموال الأحباس والحصون، (5)وأخذ سلاح الحصون التي على البحر،(6)وأمر الفقهاء أن لا يفتوا ولا يكتبوا وثيقة إلا من تشرّق (7) وأن يزال من الحصون والمساجد اسم الذي بناها وأمر بها من السلاطين (8)ويكتب اسم المهدي (9).
وقد كان العلماء من أوائل ضحايا الانتصار الشيعي الرافضي في إفريقية وبلاد المغرب،(10) فقد قتل أبو العباس الشيعي شقيق أبي عبد الله عالمين فاضلين هما ابن البردون وابن هذيل،(11) بهما مربوطين إلى بغل مسحوبين على وجههما في القيروان ثمّ صلبا.
ولمّا دخل عبيد الله (12) القيروان ادّعى أنّه المهدي المنتظر، وأنّه الإمام المعصوم (13)وجـاهر بسب أصحـاب النبيّ صلّى الله عليه وسلم وأزواجـه الطاهرات، (14) وحكم بكفرهم وارتدادهم عن الإسلام، ولم يستثن إلا عليّا وقليلا ممن أيده وناصره (15 (16)ونصّب حسينا السبّاب ـ لعنه الله تعالى ـ في الأسواق للسبّ بأسجاع لقّنها يوصل منها إلى سبّ النبي صلى الله عليه و سلم، كقوله: "العنوا الغـار وما وعى، والكساء وما حوى" وغير ذلك، (17) وعلّقت رؤوس الأكباش والحمر على الحوانيت عليها قراطيس معلقة فيها أسماء الصحابـة رضي الله عنهم ()..
(18) وقطع صـلاة التراويح، (19) وأبطل الآذان السني وأبدلـه بالآذان الشيعي، (20) وانتهكت حرمات المساجد في أيامه، فقد روي أن بعض أتباعه أدخلوا خيولهم المسجد، ولمّا قيل لهم: "كيف تدخلون خيولكم المسجد؟"،
قالوا: "إنّ أرواثها وأبوالها طاهرة لأنّها خيل المهدي"، فقال لهم القيّم على المسجد:
"إنّ الذي يخرج من المهدي نجس، فكيف بالذي يخـرج من خيله"، فقالوا لـه: "طعنت على المهـدي"، وأخذوه ثمّ قتلوه (حسبي الله عليهم ونعم الوكيل).
(21) وهذا ما دفع علماء القيروان إلى إعلان معارضتهم الصريحة للعبيديين، وكان أبو يوسف جبلة بن حمود بن عبد الرحمن على رأس المعارضين، حيث ترك رباطه وأتى القيروان ليسكنها، فسأل عن سبب ذلك، فقال: "كنّا نحرس عدوا بينه وبيننا البحر فتركناه وأقبلنا على حراسة هذا الذي حلّ بساحتنا لأنّه أشدّ علينا من الـروم، ولم يكن في وقته أكثر منه اجتهـادا منه في مجـاهدة عبيد الله وشيعته، وكان لا يداري أحدا في ذلك" (22)، وعندما حضر أول خطبة لهم في جامع القيروان جلس عند المنبر فسمع خطبتهم، فلمّا سمع ما لا يجوز سماعه قـام وكشف عن رأسه حتى رآه الناس ومشى من المنـبر إلى آخر بـاب في الجامع والنـاس ينظرون إليه وهو يقول: "قطعوها قطعهم الله"، فمن حينئذ ترك العلمـاء حضـور جمعهم، وهو أول من نبّه على ذلك
(23) وإذا كان أبو يوسف قد سلّمه الله من الأذى، فإنّ أبا محمد بن العباس بن الوليد المعروف بالهذلي قد ضُرب عريانا حتى سال الدم من رأسه، ثمّ أركب على حمار عريانا وطيف به في أسواق القيروان، ثمّ حبس وتـرك بعد ذلك، وحدث لـه هذا بعد وشـاية مفادها أنّه يفتي بمذهب المالكية ويطعن على المهدي ،
(24) وسجن حكم بن محمد بن هشام القرّشي لصلابته في السنة وإنكاره على أهل البدع، ثمّ هجر إفريقية واستقرّ في الأندلس
(25) وكذلك فعل حباشة بن حسن اليحصبي الذي كان يحدّث في الأندلس أنّ السنة تعرض سرّا في القيروان
(26) ولقي عروس المؤذن حتفه مقتـولا بالرماح بأمـر من عبيد الله الشيعي سنة 307 هـ بعد أن قطع لسانه، وطيف به في القيروان، وذنبه أنّـه لم يقل في آذانـه حي على خير العمل
(27) وأمّا أبو عبد الله محمد بن عبد الله السدري المجاهر بعداوة الشيعة المبايع على جهادهم فقد أرسل عبيد الله الشيعي من يأتيه به إليه، ولمّا أوقف بين يديه قال له عبيد الله: "أنت الشاتم لنا الذاكر عنّا أنا أحدثنا في الإسلام الحوادث"، فقال له: "نعم أنا القائل بذلك"، فقال له: "وما الذي رأيته منّا؟"، فأخبره بكلّ ما يعتقده في الدين والإسلام، وكلّ ما أحدث فيهما، فقال حينئذ عبيد الله لأوليائه: "اضربوا عنقه"، فقتل رحمه الله سنة 309 هـ
(28) وأمّا من لم يستطع المقاومة من العلماء فاختار الفرار بدينه، ومن هؤلاء أبو محمد يونس بن محمد الورداني الذي فضّل رعي البقر في البـوادي بعيدا عن أعين الشيعة، وذلك حين طلبـوا أهـل العلـم والفضل، فخاف على نفسه، وكان هذا سببا لأن يكون مخمول الذكر عند علماء القيروان .
(29) وأنكر أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي الأسدي وكان من أئمة المالكية بالمغرب على معاصريه من أهل القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد وبقاءهم بين أظهرهم، وأنّه كتب إليهم مرّة بذلك، فأجابوه بأنّ بقاءهم مع من هناك من عامة المسلمين تثبيت لهم على الإسلام وبقية صالحة للإيمان، وأنّهم لو خرجوا من إفريقية لتشيّع من بقي فيها من العامة، فرجّحوا خير الشرّين
(30) وحامت حول بعض العلماء شبهة التعاطف مع بني عبيد، ومن هؤلاء أبو القاسم بن خلف بن أبي القاسم الأسدي المعروف بالبرادعي، حيث لم تحل له رئاسة في القيروان رغم أنّه كان من حفّاظ المذهب المالكي المؤلفين فيه، وكان مبغضا عند أصحابه بسبب صحبة سلاطين الشيعة، ويقال: "إنّ الفقهاء أفتوا برفض كتبه وترك قراءتها لأنّه وجد بخطّ يده في ذكر بعض العبيديين، أو أنّه ألف كتابا في تصحيح نسبهم وأنّهم كانت تأتيهم إمامة" (
(31) وفضلّ بعض أهل العلم القيروانيين التشيّع طمعا في المناصب وطلبا للدنيا، فأبو جعفر بن خيرون ألّف في نسب عبيد الله، فرشّحه للقضاء ، ولكنّ القاضي محمد بن عمر المرودي سعى بابن خيرون هذا حتى قتل
(32) وأمّا عبد الملك بن محمد الضبي فتشيّع لحبّه المال، وكانت خطّة كتابة الوثائق تكفل ذلك، والشيعة لا يمنحونها إلا لمن تشيّع، فنالها الضبي وصار ثريا بما التزمه من أخذ الدراهم في كتب الوثائق
(33) ونال علي بن المنصور منصب القضاء بعد تشيّعه هو الآخر
(34) إنّ سياسة الاضطهاد التي اتبعها الفاطميون في إفريقية وبـلاد المغـرب لم تكن ضد السنة المالكية وحـدهم، بل شملت جميع المـذاهب الأخرى، لاسيما الخوارج الذين من أخصّ صفاتهم الخروج على الحكـام، فهم لا يحتاجون إلى فتاوى كثيرة وتفكير عميق ليفعلوا ذلك، وعلى النقيض منهم أهـل السنة والجماعة الذين يضيّقون هذا الباب كثيرا، لذلك فإنّ الخوارج بعد أن استجمعوا قواهم ونظّموا أنفسهم لم يتأخروا في إعـلان التمرّد ضد الـدولة الفاطمية مستغلين وفاة عبيد الله الشيعي، وعرفت ثورتهم هذه بثورة صاحب الحمار أبي يزيد مخلد بن كيداد الخـارجي الزناتي، و كـان يغلب عليه الزهد والتقشف ولـد ونشأ في قسطيلة
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى