- ammarkoمشرف عام
عدد الرسائل : 430
العمر : 38
نقاط : 475
تاريخ التسجيل : 12/08/2008
أصحاب الاخدود
الأربعاء أبريل 29, 2009 9:16 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-1-
كانت نجران بلدة بأطراف اليمن التي يدين أهلها بالوثنية، يعبد أهلها الشمس، ويعظّمون النار.
وفي فترة من الفترات مر أحد ملوك اليمن على المدينة وكان يسكنها نفر من اليهود الذين تركوا اليمن قبيل غرق أرضهم بانهيار سد مأرب، وخرج إليه حبران من أحبار اليهود وقالوا له أن هذه البلدة ستكون فيما بعد مهاجراً لنبي ولما سألهم عن مصدر ذلك أعلموه بأنه في التوراة وحدّثوه عن اليهودية والدين اليهودي، فمال الملك لهذا الدين وطلب من الحبرين أن يصحباه إلى اليمن ،وكان هذا بداية لدخول اليهودية اليمن، أما نجران فقد ظلت على حالها يدين أهلها للأوثان.
-2-
وبينما كانت هذه هي الحالة الدينية لليمن، كانت الشام والروم مسرح للنضال بين اليهود وبين النفر الأول من أنصار المسيحية، الذين كانوا يعانون من شتى أنواع الإضطهاد والتشرد، ومن بينهم رجل صالح اسمه فيمنون، لا ينقطع عن العبادة، وكان ينتقل من قرية إلى أخرى خوفاً على دينه حتى وصل إلى اليمن.
في إحدى قرى اليمن انتبه إلى أمر فيمون شاب لاحظ حب فيمون للإعتكاف، فصار يتبعه أينما ساريراقبه وهو معجب به أيما إعجاب ثم صرّح له بذلك وصارا ينتقلان سوياً بين القرى.
وحدث أن مّرت قافلة من قوافل العرب كانت معتادة على السلب والنهب، فاختطفوا فيميون والفتى وساروا بهما إلى اليمن حيث قرروا بيعهما في سوق العبيد.وانتقل فيميون والفتى إلى ملكية رجلين من الأثرياء.ولاحظ الرجل الذي اشترى فيميون -وكان رجلاّ طيب القلب-لاحظ تعبّد فيميون فسأله عن دينه وظل فيميون يحكي له حتى آمن الرجل وأعفى فيميون من الخدمة .اتّخذ فيميون لنفسه صومعة بعيدة عن العمران واختلى بنفسه للتعبّد فيها.
-3-
كان أهل نجران يحترمون الكهّان والسحرة، وكان لملكهم ساحر متبحّر في علوم السحر، فلما تقدّمت به السن ،طلب منه الملك أن يتّخذ له تلميذاً يعلمه أسرار السحر وخوافيه.
وقع الإختيار على غلام ذكي اسمه عبد الله وكان يذهب كل يوم إلى خيمة الساحر ليتعلّم منه، وفي طريقه كان يمر على خيمة العابد فيميون وكان دائماً يراه يصلي ويتعبّد ،وفي يوم ساقه فضوله لدخول خيمة فيميون وسأله عن أمره.شرح له فيميون أمر الدين فأُعجب به الفتى عبد الله وصار يذهب إلى فيميون أكثر من ذهابه إلى الساحر، وأصبحت نفسه تحدّثه بترك الساحر الذي لم يرض يوماً عن أساليبه ،ووقع في حيرة من أمره، يبقى مع أي منهما؟.
وفي يوم كان الفتى عبد الله ماراً بأطراف قرية نجران، فإذا بجمع حاشد من الناس في ناحية الطريق وقد سدّعليهم طريقهم أسد كاسر،والناس في خوف وفزع.
ووثبت إلى ذهن عبد الله فكرة لتخرجه من حيرته بشأن فيميون والساحر، والتقط عبد الله حجراً من الأرض واقترب من الأسد وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر، فاقتل هذا الوحش، ثم رمى الحجر على الأسد فأصاب بقدرة الله منه مقتلاً.
التف حول عبد الله الناس يشكرونه ويمتدحونه،وهكذا شب عبد الله وشب معه إيمانه بالله ،وبدأ يدعو الناس إلى طريق الله فاتبعه الكثير، ونصحه فيميون بالحذر حيث أن ملك البلاد كان شديد القسوة ولن يتركه في حاله.
سمع رجل من خاصة الملك بما يفعله عبد الله من هداية الناس وشفاء المرضى وإبراء المصابين، وكان هذا الرجل يعاني من ضعف في النظر ،فلما أرسل لعبد الله ليشفيه قال له عبد الله :ما أنا الذي يشفي وما أنا الذي يُبرئ، إنما هو الله القادر على كل شئ.
آمن الرجل واسترد بصره بعد حين،وفي ذات يوم ناداه الملك وسأله عن كيفية شفائه،فقال له الرجل:شفاني الله.فغضب الملك وسأله: من علّمك هذا ولكن الرجل لم يفصح عن اسم عبد الله.واستمر الملك في سؤال أهل القرية حتى دله أحدهم على عبد الله فأمر بإحضاره وحاول معرفة مصدر تعاليمه التي يؤمن بها ولما رفض عبد الله الإجابة أمر الملك بأن يأخذه الحراس ويلقون به من على قمة جبل، ولكن انزلقت أقدام حراسه ووقعوا فماتوا ولم يتأثر هو،فأعادوه للملك حيث أمر بإغراقه في مياه نجران وفي هذه الواقعة أيضاً استطاع عبد الله النجاة من الغرق.
فلما مثل أمام الملك للمرة الثالثة قرر الملك أن يقتله بالسيف بنفسه، ولكن عبد الله قال للملك :وهذا أيضاً لن تستطيعه ،ولما سأله الملك عن الطريقة التي يستطيع أن يقتله بها ،قال له عبد الله :لن تصيب مني مقتلاً حتى تؤمن بالله ،فآمن الملك ،فقال له عبد الله :اجمع الناس ليشهدوا مقتلي.اجتمع الناس وتقدم الملك من عبد الله وضربه ضربة خفيفة بالسيف سقط بعد أن نادى يقول:اشهد أن لا إله إلا الله وحده.
سكت الناس للحظة ثم هتفوا بحماسة شديدة :آمنا بالغلام وبرب الغلام ،وهكذا آمن أكثر أهل نجران بالنصرانيةالأولى.
-4-
اعتلى عرش اليمن بعد ذلك ملك قوي يعرف بذي نواس وكان يعتنق اليهودية،ولم يرض من أهل نجران إعتناق المسيحية فقرر محاربتهم، وعبأ جيشاً لهذا الغرض.دخل ذي نواس أرض نجران بجيشه وأرسل إلى أهل المدينة يدعوهم للعودة عن دينهم فرفضوا ،فاستشاط الملك غضباً وأمر رجاله بحفر أخدود وملئه بالحطب والوقود ليكون محرقة لأهل نجران.
أُعد الخنق وبدأ الجنود يجمعون الأهالي ويخيرونهم بين ترك دينهم أو إلقائهم في الخندق المشتعل ، وما وافق أحد منهم على ترك دينه حتى النساء والأطفال.
من بين النساء كانت هناك إمرأة مؤمنة صادقة يتعلق بها طفل صغير، فلما خُيرت بين النار والإرتداد عن دينها ،ضعفت نفسها وعزّعليها فراق طفلها ،ونظرت إليه بعينين دامعتين ،ولشد ما كانت دهشتها حينما قطع هذا الطفل حيرتها وخاطبها -ولم يكن تعلّم الكلام من قبل- بقوله :أماه، اثبتي فأنت على حق ،فماتت ومات معها أطفالها.
ظلّت النار تتأجج في الأخدود أياماً ،ولكن رجل واحد استطاع أن يفر هارباً على فرسه واتجه ليطلب النجدة من قيصر الروم أو من نجاشي الحبشة المسيحيّين لنجدة أهل نجران...حيث تبدأ
أحداث قصة أصحاب الفيل..-1-
كانت نجران بلدة بأطراف اليمن التي يدين أهلها بالوثنية، يعبد أهلها الشمس، ويعظّمون النار.
وفي فترة من الفترات مر أحد ملوك اليمن على المدينة وكان يسكنها نفر من اليهود الذين تركوا اليمن قبيل غرق أرضهم بانهيار سد مأرب، وخرج إليه حبران من أحبار اليهود وقالوا له أن هذه البلدة ستكون فيما بعد مهاجراً لنبي ولما سألهم عن مصدر ذلك أعلموه بأنه في التوراة وحدّثوه عن اليهودية والدين اليهودي، فمال الملك لهذا الدين وطلب من الحبرين أن يصحباه إلى اليمن ،وكان هذا بداية لدخول اليهودية اليمن، أما نجران فقد ظلت على حالها يدين أهلها للأوثان.
-2-
وبينما كانت هذه هي الحالة الدينية لليمن، كانت الشام والروم مسرح للنضال بين اليهود وبين النفر الأول من أنصار المسيحية، الذين كانوا يعانون من شتى أنواع الإضطهاد والتشرد، ومن بينهم رجل صالح اسمه فيمنون، لا ينقطع عن العبادة، وكان ينتقل من قرية إلى أخرى خوفاً على دينه حتى وصل إلى اليمن.
في إحدى قرى اليمن انتبه إلى أمر فيمون شاب لاحظ حب فيمون للإعتكاف، فصار يتبعه أينما ساريراقبه وهو معجب به أيما إعجاب ثم صرّح له بذلك وصارا ينتقلان سوياً بين القرى.
وحدث أن مّرت قافلة من قوافل العرب كانت معتادة على السلب والنهب، فاختطفوا فيميون والفتى وساروا بهما إلى اليمن حيث قرروا بيعهما في سوق العبيد.وانتقل فيميون والفتى إلى ملكية رجلين من الأثرياء.ولاحظ الرجل الذي اشترى فيميون -وكان رجلاّ طيب القلب-لاحظ تعبّد فيميون فسأله عن دينه وظل فيميون يحكي له حتى آمن الرجل وأعفى فيميون من الخدمة .اتّخذ فيميون لنفسه صومعة بعيدة عن العمران واختلى بنفسه للتعبّد فيها.
-3-
كان أهل نجران يحترمون الكهّان والسحرة، وكان لملكهم ساحر متبحّر في علوم السحر، فلما تقدّمت به السن ،طلب منه الملك أن يتّخذ له تلميذاً يعلمه أسرار السحر وخوافيه.
وقع الإختيار على غلام ذكي اسمه عبد الله وكان يذهب كل يوم إلى خيمة الساحر ليتعلّم منه، وفي طريقه كان يمر على خيمة العابد فيميون وكان دائماً يراه يصلي ويتعبّد ،وفي يوم ساقه فضوله لدخول خيمة فيميون وسأله عن أمره.شرح له فيميون أمر الدين فأُعجب به الفتى عبد الله وصار يذهب إلى فيميون أكثر من ذهابه إلى الساحر، وأصبحت نفسه تحدّثه بترك الساحر الذي لم يرض يوماً عن أساليبه ،ووقع في حيرة من أمره، يبقى مع أي منهما؟.
وفي يوم كان الفتى عبد الله ماراً بأطراف قرية نجران، فإذا بجمع حاشد من الناس في ناحية الطريق وقد سدّعليهم طريقهم أسد كاسر،والناس في خوف وفزع.
ووثبت إلى ذهن عبد الله فكرة لتخرجه من حيرته بشأن فيميون والساحر، والتقط عبد الله حجراً من الأرض واقترب من الأسد وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر، فاقتل هذا الوحش، ثم رمى الحجر على الأسد فأصاب بقدرة الله منه مقتلاً.
التف حول عبد الله الناس يشكرونه ويمتدحونه،وهكذا شب عبد الله وشب معه إيمانه بالله ،وبدأ يدعو الناس إلى طريق الله فاتبعه الكثير، ونصحه فيميون بالحذر حيث أن ملك البلاد كان شديد القسوة ولن يتركه في حاله.
سمع رجل من خاصة الملك بما يفعله عبد الله من هداية الناس وشفاء المرضى وإبراء المصابين، وكان هذا الرجل يعاني من ضعف في النظر ،فلما أرسل لعبد الله ليشفيه قال له عبد الله :ما أنا الذي يشفي وما أنا الذي يُبرئ، إنما هو الله القادر على كل شئ.
آمن الرجل واسترد بصره بعد حين،وفي ذات يوم ناداه الملك وسأله عن كيفية شفائه،فقال له الرجل:شفاني الله.فغضب الملك وسأله: من علّمك هذا ولكن الرجل لم يفصح عن اسم عبد الله.واستمر الملك في سؤال أهل القرية حتى دله أحدهم على عبد الله فأمر بإحضاره وحاول معرفة مصدر تعاليمه التي يؤمن بها ولما رفض عبد الله الإجابة أمر الملك بأن يأخذه الحراس ويلقون به من على قمة جبل، ولكن انزلقت أقدام حراسه ووقعوا فماتوا ولم يتأثر هو،فأعادوه للملك حيث أمر بإغراقه في مياه نجران وفي هذه الواقعة أيضاً استطاع عبد الله النجاة من الغرق.
فلما مثل أمام الملك للمرة الثالثة قرر الملك أن يقتله بالسيف بنفسه، ولكن عبد الله قال للملك :وهذا أيضاً لن تستطيعه ،ولما سأله الملك عن الطريقة التي يستطيع أن يقتله بها ،قال له عبد الله :لن تصيب مني مقتلاً حتى تؤمن بالله ،فآمن الملك ،فقال له عبد الله :اجمع الناس ليشهدوا مقتلي.اجتمع الناس وتقدم الملك من عبد الله وضربه ضربة خفيفة بالسيف سقط بعد أن نادى يقول:اشهد أن لا إله إلا الله وحده.
سكت الناس للحظة ثم هتفوا بحماسة شديدة :آمنا بالغلام وبرب الغلام ،وهكذا آمن أكثر أهل نجران بالنصرانيةالأولى.
-4-
اعتلى عرش اليمن بعد ذلك ملك قوي يعرف بذي نواس وكان يعتنق اليهودية،ولم يرض من أهل نجران إعتناق المسيحية فقرر محاربتهم، وعبأ جيشاً لهذا الغرض.دخل ذي نواس أرض نجران بجيشه وأرسل إلى أهل المدينة يدعوهم للعودة عن دينهم فرفضوا ،فاستشاط الملك غضباً وأمر رجاله بحفر أخدود وملئه بالحطب والوقود ليكون محرقة لأهل نجران.
أُعد الخنق وبدأ الجنود يجمعون الأهالي ويخيرونهم بين ترك دينهم أو إلقائهم في الخندق المشتعل ، وما وافق أحد منهم على ترك دينه حتى النساء والأطفال.
من بين النساء كانت هناك إمرأة مؤمنة صادقة يتعلق بها طفل صغير، فلما خُيرت بين النار والإرتداد عن دينها ،ضعفت نفسها وعزّعليها فراق طفلها ،ونظرت إليه بعينين دامعتين ،ولشد ما كانت دهشتها حينما قطع هذا الطفل حيرتها وخاطبها -ولم يكن تعلّم الكلام من قبل- بقوله :أماه، اثبتي فأنت على حق ،فماتت ومات معها أطفالها.
ظلّت النار تتأجج في الأخدود أياماً ،ولكن رجل واحد استطاع أن يفر هارباً على فرسه واتجه ليطلب النجدة من قيصر الروم أو من نجاشي الحبشة المسيحيّين لنجدة أهل نجران...حيث تبدأ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى