حركة 6 اكتوبر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الناطق الرسمى
الناطق الرسمى

مدير عام مدير عام
ذكر
عدد الرسائل : 1350
العمر : 44
نقاط : 2203
تاريخ التسجيل : 25/05/2008
https://ram-cccis.mam9.com

حـــــــــــــوار مع الراحل المشير الجمسى Empty حـــــــــــــوار مع الراحل المشير الجمسى

الأربعاء أبريل 29, 2009 8:31 am
حـــــــــــــوار مع الراحل المشير الجمسى
( جربدة البيان الاماراتية )

[size=16]قضية عربية:ربع قرن على العبور… المشير عبدالغني الجمسي لـ(البيان)اختلفت والشاذلي حول الثغرة لكن رواية انهياره غير صحيحة

في حوار عسكري بمناسبة مرور 25 سنة على حرب أكتوبر 1973.. أكد المشير محمد عبدالغني الجمسي انه لن يكون هناك سلام مع اسرائيل وان الصراع بينها وبين العرب صراع وجود لا صراع حدود. وقال انه يتوقع استئناف الحرب بين الطرفين في أي وقت ونفى أن تكون حرب أكتوبر هي آخر الحروب


. وأوضح الجمسي ان قرار الرئيس المصري الراحل أنور السادات بتخفيض قواتنا المسلحة في الضفة الشرقية طبقا لاتفاقية السلام مع اسرائيل كان خطأ كبيرا وقال: (لقد حزنت حزنا شديدا لهذا الأمر ولكني لم أبك) .. وتحدث الجمسي عن الثغرة ولماذا وكيف حدثت وأكد على اختلاف وجهة نظره مع الفريق سعد الدين الشاذلي حول كيفية القضاء على الثغرة.. وتناول قضايا أخرى في هذا الحوار معه.


1973 .. عام مصيري


كيف اتخذ قرار حرب أكتوبر.. هل اتخذه الرئيس السادات بمفرده أم اشتركتم معه في اتخاذه؟ ــ منذ أن تولى الرئيس السادات الحكم كان يجتمع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة تباعا بحكم مسؤوليته كرئيس للدولة وقائد أعلى للقوات المسلحة. وفي هذه اللقاءات كان يشرح لنا أبعاد السياسة المصرية وباقي السياسات الأخرى مثل سياسة اسرائيل والولايات المتحدة. وأتذكر انه في يوم 24 أكتوبر 1972 في جلسة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مكتبه بالجيزة, قال: إن الجهود السياسية تعثرت وتكاد تكون توقفت ولا بد أن نخطط ونرسم بما لدينا من أسلحة لشن الحرب في أول فرصة ممكنة. وأتذكر تماما انه قال: (إذا لم نحارب في عام 1973 ستنهار القضية العربية وتتآكل حتى تموت) ..


قرار الحرب


أما قرار الحرب (فعلا) فقد صدر مكتوبا يوم أول أكتوبر سنة 1973 الموافق الخامس من رمضان في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسلم هذه الوثيقة الرسمية للفريق أول أحمد إسماعيل. ونص القرار على أن القوات المسلحة المصرية عليها أن تتحدى نظرية الأمن الاسرائيلي وذلك بالقيام بعمل عسكري في حدود قدراتها وامكانياتها لاشعار اسرائيل أن وجودها في سيناء ليس درعا من الفولاذ يحميها في ذلك الوقت أو المستقبل. ثم أعقبه قرار آخر تكملة للقرار السابق يوم الخامس من أكتوبر الموافق التاسع من رمضان, وبه بعض التفصيلات الأخرى التي تكمل القرار السابق وهي خاصة بكسر وقف اطلاق النار باعتباره عملا سياسيا وليس عسكريا وأن تقوم القوات المسلحة المصرية بهذا الهجوم على اسرائيل.


لا سلام ... بدون حرب


هل كانت لديكم أهدافا محددة لهذه الحرب.. أم انها فقط خطوة عسكرية لاجبار اسرائيل على التفاوض.. وهل حققت الحرب أهدافها في رأيك؟ ــ إن تحدي نظرية الأمن الاسرائيلي هي مشكلتنا ومشكلة اسرائيل.. فهي تعتمد على التوسع على حساب الدول العربية وبقائها في سيناء فوق الأراضي التي احتلتها والأراضي العربية الأخرى.. ولذلك كان لابد أن نقوم بعملية عسكرية اسمها (بدر) والتي بناء عليها يتحقق الهدف السياسي لأن هزيمة العدو يترتب عليها أن يجنح ويرضخ ويأتي للتفاوض.. فنحن نحاربه منذ أربعين عاما.


هل يمكن للحرب مع اسرائيل أن تحقق ما لم يحققه السلام؟ ــ أبدا.. الحرب مع اسرائيل تحقق الهدف السياسي الذي نسعى إليه فقط وإنما اسرائيل بدون حرب لا يمكن أن تسالم لانها تتبنى التوسع على حساب الدول العربية المحيطة بها.. وعقيدتها في عملها العسكري تتبنى أن تكون لديها قوات مسلحة تفوق القوات المسلحة لجميع الدول العربية المجاورة لها. - ماذا تذكر من بطولات أكتوبر؟ ــ هناك عقيد يدعى إبراهيم رفاعي من قوات الصاعقة قام بعمليات فدائية كثيرة فترة السنوات العجاف التي مرت بها مصر بين حرب يونيو ,67 وحرب أكتوبر 1973.. وفي حرب أكتوبر كلفه الفريق أول أحمد إسماعيل بمهمة لم يتمكن من تنفيذها فاستشهد في أرض المعركة.. وكان مثالا رائعا في البطولة والفداء بالقوات المسلحة المصرية.. وتكريما لشجاعته ــ عندما كنت وزيرا للحربية ــ أطلقت اسمه على إحدى الدفع التي تخرجت من الكلية الحربية.


أهداف الخطة (بدر) - ما هي الملامح الرئيسية التي وضعتموها كخطة لحرب أكتوبر؟ ــ على ضوء الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية والاستراتيجية العسكرية المصرية, وضعت مصر خطتها للهجوم في حرب أكتوبر وأيضا سوريا. وقد تم الاتفاق على تعاون القوات في الجبهتين المصرية والسورية تحت قيادة قائد عام واحد ــ القائد العام للقوات المصرية ــ وأطلق على الخطة المشتركة اسم (بدر) . وكانت فكرة الخطة تقتضي أن تقوم القوات الجوية في الدولتين بتوجيه ضربة جوية في وقت واحد ضد الأهداف العسكرية المعادية في سيناء والجولان.. وتحت ستر تمهيد نيراني بالمدفعية في كل من الجبهتين, تقوم القوات المصرية بالهجوم مع اقتحام قناة السويس, وتقوم القوات السورية بالهجوم في الجولان. وكان مقدرا أن القوات السورية يمكنها تحرير الجولان خلال (4 ــ 5) أيام وتستمر في تأمينها حتى تصل القوات المصرية إلى الأهداف الاستراتيجية المحددة لها في سيناء. وكانت فكرة الخطة المصرية هي اقتحام قناة السويس بالجيش الثاني والثالث على طول مواجهة القناة (حوالي 175 كيلو مترا) وانشاء رؤوس كباري جيوش تشمل خمس فرق وقوة قطاع بور سعيد بعمق 15ــ20 كيلو مترا مؤمنة بواسطة قوات الدفاع الجوي وبعد (وقفة تعبوية أو بدونها) يتم تطوير الهجوم شرقا حتى خط المضايق الجبلية لاحتلاله والتشبث به وتأمينه. وبذلك تصبح القوات الاسرائيلية في أرض مكشوفة في وسط سيناء لا تتمكن من انشاء خطوط دفاعية بها للعوامل الطبوغرافية من جهة وعدم قدرتها على توفير القوات اللازمة لها لذلك من جهة أخرى.. وتعرضها للهجمات المصرية التالية ــ شرق المضايق ــ حسب تطور الموقف. وطبقا لفكرة الخطة, تقوم القوات البحرية بتأمين سواحلنا البحرية والتعرض لخطوط المواصلات البحرية الاسرائيلية في مضيق باب المندب لايقاف الملاحة من وإلى إيلات مما يؤثر على اقتصاد اسرائيل وحرمانها من الامداد بالبترول من إيران.. وتنفيذا لهذه الفكرة كان علينا التغلب على كل المشاكل التي تواجه القوات المسلحة تخطيطا وتنفيذا. - ما هي الاجراءات الخداعية التي اتخذتموها كي لا يكتشف العدو الاسرائيلي موعد بداية الحرب؟ ــ لقد كانت قواتنا في منطقة القناة على اتصال بالعدو حيث لا يفصلها عنه سوى حوالي 200 متر وهو عرض القناة. كما ان القوات في الجبهة السورية تتواجد تحت الملاحظة المستمرة من جانب العدو الذي يحتل المرتفعات السورية . ومعنى ذلك ان العدو يسهل عليه اكتشاف أي تغيير جوهري في حجم القوات أو استعدادها للحرب في الجبهتين أو إحداهما, وهذا يوضح صعوبة تحقيق المفاجأة في هذه الحالة. وكانت هناك صعوبة أخرى في تنفيذ الاجراءات الخداعية بحيث تبدو للعدو حقيقية وبحيث تقتنع القوات أو الجهات التي تقوم بتنفيذها بأنها حقيقية دون أن تعلم انها خداعية. لذلك فقد وضع خطة المفاجأة عدد محدود جدا من ضباط هيئة عمليات القوات المسلحة وكتبت بخط اليد كخطة العمليات تماما واشتملت على اجراءات وأعمال كثيرة متنوعة بحيث تتكون صورة متكاملة أمام العدو ان قواتنا في مصر وسوريا ليس لديها نية الهجوم, بل نعمل لتقوية دفاعاتنا واستعدادنا ضد هجوم اسرائيلي محتمل.


تمويه وتغرير وكانت الخطوة الأولى هي عمل مشروع تدريبي تشترك فيه كل أفرع القوات المسلحة والجيوش والمناطق العسكرية وتحت ستارة تنفيذ اللمسات الأخيرة استعدادا للهجوم بحيث يتحول المشروع التدريبي إلى حرب حقيقية طبقا لخطة العمليات.. ولم تصدر أي قيود على القوات المسلحة بحيث يبدو انه تدريب عادي وكان يهمنا أن تعلم اسرائيل بهذا التدريب وهو ما تم فعلا. وقد سبق لقواتنا أن قامت بتدريب واسع في النصف الأول من عام 1973 اضطرت اسرائيل ــ تفاديا للمفاجأة ــ أن تعلن التعبئة الجزئية وتضع قواتها في درجة استعداد عالية الأمر الذي كلفها ملايين الدولارات وقد أسعدنا ذلك حتى تتعود اسرائيل على ان المشروع التدريبي الذي سيتحول إلى حرب حقيقية إنما هو تكرار لمشروعات تدريبية سابقة ويصبح الأمر عاديا. وقد ثبت فيما بعد أن تحليل المخابرات الاسرائيلية هو ان ما نقوم به خلال الاسبوع الأول من أكتوبر 1973 هو مجرد مناورة عادية للتدريب.


مفاجأة غير سارة وللتعرض لخطوط المواصلات البحرية الاسرائيلية في مضيق باب المندب بواسطة البحرية المصرية, كان لابد أن تصل المدمرات إلى منطقة عملها قبل ظهر يوم السادس من أكتوبر.. لذلك قمنا في وقت مبكر خلال عام 73 بالاتصال بإحدى الدول الآسيوية الصديقة لقبول هذه القطع البحرية للاصلاح في ورشها. وبعد أن وصلتنا الموافقة, تمت الاتصالات مع السودان واليمن الجنوبية للحصول على موافقة كل منهما لتقوم مدمراتنا بزيارة ميناء بورسودان وعدن زيارة ودية ووضع برنامج الرحلة والزيارات بحيث تتواجد المدمرات في مضيق باب المندب صباح يوم السادس من أكتوبر لتبدأ تنفيذ مهمتها. وللمحافظة على سرية الهدف من الزيارة ومهمة القتال, فقد تأكدت قيادة القوات البحرية بأن المدمرات أبحرت مستعدة تماما للقتال وعندما حان الوقت المناسب أثناء الرحلة البحرية فتح قائد القوة مظروفا سريا وجد به تعليمات القتال للتعرض لخطوط المواصلات البحرية الاسرائيلية في المضيق وهو ما تم تنفيذه بكفاءة. وكانت هذه المهمة الاستراتيجية مفاجأة غير سارة لاسرائيل ولم يكن أمامها إلا أن تقتنع بأن تمسكها بشرم الشيخ لتأمين الملاحة البحرية في مضيق خليج العقبة إلى إيلات لا قيمة له وسقطت دعواها في هذا الشأن.


الاعلان عن العمرة وقبيل شهر رمضان أعلنت وزارة الحربية في الصحف وداخل القوات المسلحة عن فتح باب قبول العسكريين لأداء العمرة, وصدرت التعليمات للقوات بقبول طلبات من يرغب بنفس الأسلوب الذي يتبع سنويا. ومن المعروف ان اسرائيل تحصل على الصحف المصرية عن طريق أوروبا كما كنا نحصل على الصحف الاسرائيلية. ولذلك كان الخبر الذي نشر في الصحف المصرية رسالة مفتوحة لاسرائيل والسفارات الأجنبية في مصر ان استعدادنا للهجوم ليس واردا في ذلك الوقت.


الثغرة - لماذا حدثت الثغرة وكيف حدثت؟ ــ لقد كان واجبا علينا أن نعالج موضوع الثغرة شرحا وتوضيحا لها بطريقة موضوعية عن طريق وسائل الاعلام المصرية أثناء القتال وبعد الحرب مباشرة ولكننا لم نفعل الأمر الذي أدى إلى اهتمام المواطنين بهذه المعركة وكأن الأمر شيئا غير مطلوب الافصاح عنه. وبدلا من ذلك أدلى الرئيس السادات بتصريحات عن الثغرة أعطت الانطباع بأن الفريق سعد الدين الشاذلي لم يبذل الجهد الكافي أثناء وجوده في جبهة القناة خلال فترة الثغرة, فازداد الرأي العام اهتماما بالموضوع. وقد شجع اسرائيل على القيام بتلك المغامرة, المعونات العسكرية التي قدمتها لها أمريكا منذ يوم السادس من أكتوبر بناء على تقييم للموقف العسكري بواسطة خبراء البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) في نفس اليوم ومساهمة في التخطيط العسكري يوم الثامن من أكتوبر, وجسر جوي أمريكي بطائرات نقل عسكرية ينقل لاسرائيل احتياجاتها من الدبابات والطائرات وكافة الأسلحة منذ يوم 14 أكتوبر وحتى نهاية الحرب. لكل ذلك كان لابد لاسرائيل أن تثبت لأمريكا قدرتها على العمل العسكري بعد كل هذه المساعدات حتى لا تفقد دورها في خدمة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وفي البداية فشلت محاولات شارون لانشاء معبر حتى مساء يوم 15ــ16 أكتوبر نتيجة المقاومة الشديدة من الفرقة 16 مشاة.. ثم اشتد القتال صباح يوم 16 واشتعل في ميدان المعركة الرئيس شرق الدفرسوار في سيناء وفي معركة المزرعة الصينية شمال شرق الدفرسوار حتى أقيم المعبر يوم 17 بعد اقحام القيادة الاسرائيلية فرقة مدرعة جديدة بقيادة الجنرال آدان لفتح ممر شمال البحيرات المرة خلف قوات فرقة شارون حتى يمكن توصيل معدات المعبر إلى الضفة الشرقية للقناة بعد أن فشل شارون في تنفيذ هذه المهمة. وبعد أن تمكن العدو من انشاء كوبري في منطقة الدفرسوار ازداد تدفق قواته المدرعة غربا وأصبحت له المبادأة في القتال واتجهت قوات شارون شمالا في اتجاه الإسماعيلية في محاولة لدخول المدينة حتى يكون لذلك تأثيره السياسي الكبير وفي نفس الوقت تهديد مؤخرة قوات الجيش الثاني الذي كان يتولى قيادته في ذلك الوقت اللواء عبدالمنعم خليل. وقد واجهت قوات الجيش هذا الهجوم وأمكنها ايقاف تقدم شارون وحرمته من تحقيق هدفه السياسي العسكري. ولكن خلال يومي ,19 20 أكتوبر تقدمت قوات العدو المدرعة غربا وجنوبا في اتجاه فايد في ظل تفوق جوي اسرائيلي. ونظرا لهذا التفوق البري والجوي الذي أصبح للعدو في غرب القناة كما ان المبادأة أصبحت من جانبه, كان من الضروري وضع الفرقة الرابعة المدرعة تحت القيادة المباشرة للقيادة العامة حتى يمكن استخدامها ــ باعتبارها القوة الرئيسية ــ اما في قطاع الجيش الثاني أو الثالث حسب تطور الموقف.


السادات والخلاف مع الشاذلي وعلى ضوء هذه التطورات حضر السادات إلى مركز العمليات, وبعد أن استمع إلى تقرير عن الموقف من الفريق أول إسماعيل تقرر إيفاد الفريق الشاذلي إلى قيادة الجيش الثاني للعمل على منع تدهور الموقف وذلك باتخاذ الاجراءات للقضاء على قوة العدو غرب القناة ومحاولة غلق الثغرة في شرق القناة وهي كلها في قطاع الجيش الثاني. - وماذا عن الخلاف الذي نشب بين الفريق الشاذلي وبينكم حول كيفية القضاء على الثغرة؟ ــ كان الفريق الشاذلي في قيادة الجيش الثاني بعد ظهر يوم 18 أكتوبر وكنت على اتصال مستمر معه لتبادل المعلومات والآراء.. وبعد أن ألم بالموقف تماما كان رأيه هو ضرورة سحب أربعة لواءات مدرعة من الشرق إلى الغرب خلال الـ 24 ساعة التالية للدخول في معركة ضد قوات العدو وان ذلك من وجهة نظره لا يؤثر على كفاءة دفاعاتنا في الشرق, كما كان يرى ان الموقف خطير ويجب طلب حضور رئيس الجمهورية لشرح الموقف أمامه. اتصل وزير الحربية أحمد إسماعيل بالسادات فجاء إلى مركز العمليات الساعة العاشرة والنصف مساء يوم 20 أكتوبر, كان الفريق الشاذلي واللواء حسني مبارك (حينها) واللواء علي فهمي وأنا واللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية واللواء سعيد الماحي مدير المدفعية مجتمعين في غرفة المؤتمرات داخل مركز العمليات. واجتمع السادات مع الفريق أول أحمد إسماعيل على انفراد لمدة ساعة قبل بدء الاجتماع الموسع, ثم دخل ومعه الوزير أحمد إسماعيل والمهندس عبدالفتاح عبدالله وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية غرفة المؤمرات. وطلب الرئيس رأي المجتمعين واحدا بعد الآخر, وبعد أن استمع الرئيس لرأي باقي القادة لاحظت ان الفريق الشاذلي لم يتكلم وقرر الرئيس (عدم سحب أي قوات من الشرق مع احتواء قوات العدو في الغرب) . - وماذا كان تعليق الفريق الشاذلي؟ ــ لقد فسر الشاذلي الموقف الذي اتخذه بعدم ابداء رأيه في المؤتمر ــ كما جاء في مذكراته بقوله: (.. طلب الرئيس الكلمة من المجتمعين واحدا بعد الآخر وقد قام كل منهم بشرح موقف القوات بأمانة تامة. وبعد أن استمع إليهم جميعا لم يطلب مني الكلمة وعلق قائلا: (لن نقوم بسحب أي جندي من الشرق) , لم أتكلم ولم أعلق.. غمزني المهندس عبدالفتاح عبدالله وهمس في أذنى (قل شيئا) ولكني تجاهلت نصيحته ــ ماذا أتكلم وقد اتخذ الرئيس القرار ولا يريد أن يسمعني ــ انني أريد أن أسحب أربعة ألوية مدرعة من الشرق, وهو يعارض سحب جندي واحد.. انه لم يتخذ هذا القرار عن جهل بل عن معرفة تامة بالموقف. وهذا هو قراره. وما زلت أقول ان القرار من وجهة نظري ــ كان صحيحا وسليما.


الشاذلي لم ينهار - لقد وصف السادات الفريق سعد الشاذلي عند عودته من الجبهة يوم 20 أكتوبر (بعد الثغرة) بأنه كان منهارا في كتابه البحث عن الذات.. فهل هذا صحيح؟ ــ هذا الكلام ليس صحيحا, فلقد عاصرت الفريق الشاذلي خلال الحرب, وقام بزيارة الجبهة أكثر من مرة.. وكان بين القوات في سيناء وأقرر انه عندما عاد من الجبهة يوم 20 أكتوبر لم يكن منهارا كما وصفه الرئيس السادات في مذكراته.. ولا أقول ذلك دفاعا عن الفريق الشاذلي, ولا مضادا للرئيس السادات ولكنها الحقيقة أقولها للتاريخ. فلقد كان هناك خلاف في فكر رئيس الأركان وفكر القائد العام على الطريقة التي نواجه بها موقفا عسكريا أمامنا وهذا واجب وحق لكل مسؤول في جهاز القيادة أن يبدي رأيه واقتراحه في الموقف.. ولكن القرار في النهاية الذي يتحتم على الجميع الالتزام به هو قرار القائد العام المسؤول عن إدارة العمليات.


دموع ... لا بكاء ! - هل صحيح انك بكيت عند توقيع اتفاقية فض الاشتباك بسبب تخفيض عدد قواتنا في سيناء كما جاء في كتاب الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل؟ ــ لم أبك ولكن أغرورقت عيناي بالدموع.. فأثناء مفاوضات فض الاشتباك بين مصر واسرائيل كان هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة حينها يعمل بسياسة (المكوك) وأثناء المفاوضات المصرية ــ الأمريكية في أسوان وكان الوفد المصري برئاسة المرحوم إسماعيل فهمي وزير الخارجية الأسبق... ودار الحديث بيني وبين كيسنجر عن تخفيض القوات المصرية في الضفة الشرقية للقناة بعد إيقاف اطلاق النار فرفضت رأي كيسنجر.. ولم أوافق على تخفيض عدد قواتنا.. ففاجأني بأنه اتفق مسبقا قبل المؤتمر مع الرئيس السادات على هذا التخفيض فشعرت بالضيق الشديد وأصرّيت على رفضي.. وبعد انتهاء المؤتمر توجهت إلى السادات لسؤاله عن حقيقة الاتفاق الذي أبرمه مع كيسنجر عن تخفيض القوات المصرية.. ففاجأني بأنه وافق على هذا التخفيض.. فأبديت له وجهة نظري من الناحية العسكرية ان هذا يهدد موقف قواتنا في الضفة الشرقية إذا ما استؤنف القتال مرة أخرى وطلبت منه استدعاء الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية حينها والقائد العام للقوات المسلحة ــ وكنت أنا رئيس الأركان ــ للحضور وأخذ رأيه في هذا الموضوع فرفض السادات وصمم على تنفيذ رأيه مع كيسنجر وهذا ما تم.. وكنت قد تركت المؤتمر دون استئذان وتوجهت ناحية الحمام في حالة ضيق شديد عبر عنها الكاتب الكبير حسنين هيكل بأنني بكيت ولكن الحقيقة انني لم أبك ولكني كنت حزينا جدا من هذا القرار. - هل كان من حق الرئيس السادات أن يتخذ مثل هذا القرار رغم رفضكم كعسكريين.. وما تقييمك لهذا القرار؟ ــ هذا قرار خطأ عسكريا.. ولكنه كان قد اتفق مع كيسنجر على عمل سياسي في منطقة الشرق الأوسط لتقريب وجهات النظر السياسية بين مصر واسرائيل.. وهو ما تبلور في النهاية في صورة اتفاق سياسي نهائي مع اسرائيل عن طريق أمريكا.



الاستنزاف
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى